الاستجابة لله والانقياد لحكم الله ، والتجاوب مع شرع الله والسمع والطاعة لأمر الله من أهم أسباب النصر والتمكين،فلهذا تجد آية الاستجابة والسمع والطاعة ختمت بقول المؤمنين” فانصرنا على القوم الكافرين” فقال الله لهم: نعم.
عن أبي هريرة ] قال :” لما نزلت على رسول الله :” لله ما في السماوات وما في الأرض وإن تبدوا ما في أنفسكم أو تخفوه يحاسبكم به الله”
اشتد ذلك على أصحاب رسول الله ، فأتوا رسول الله ثم بركوا على الركب فقالوا: أي رسول الله كلفنا من الأعمال ما نطيق: الصلاة والجهاد والصيام والصدقة وقد أنزلت عليك هذه الآية ولا نطيقها قال رسول الله : ” أتريدون أن تقولوا كما قال أهل الكتابين من قبلكم: سمعنا وعصينا بل قولوا: سمعنا وأطعنا غفرانك ربنا وإليك المصير، فلما اقترأها القوم وذلت بها ألسنتهم أنزل الله تعالى في إثرها” آمن الرسول بما أنزل إليه من ربه والمؤمنون كل آمن بالله وملائكته وكتبه ورسله لا نفرق بين أحد من رسله وقالوا سمعنا وأطعنا غفرانك ربنا وإليك المصير” فلما فعلوا ذلك نسخها الله تعالى فأنزل الله عز وجل {لا يكلف الله نفسا إلا وسعها لها ما كسبت وعليها ما اكتسبت ربنا لا تواخذنا إن نسينا أو أخطأنا} قال نعم” ربنا ولا تحمل علينا إصرا كما حملته على الذين من قبلنا” قال نعم” ربنا ولا تحملنا ما لا طاقة لنا به” قال نعم” واعف عنا واغفر لنا وارحمنا أنت مولانا فانصرنا على القوم الكافرين” قال نعم. رواه مسلم.
وقد أشار عمر رضي الله عنه بسيفه أن الإعراض عن أمر الله وحكمه يساوي الموت والهلاك قال تعالى:” فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما”
قيل إن سبب نزول هذه الآية أن رجلين اختصما على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقضى بينهما فقال الذي قضى عليه : ردنا إلى عمر،فقال عمر أكذلك؟ قال نعم، فقال عمر مكانكما حتى أخرج إليكما فأقض بينكما، فخرج إليهما مشتملا على سيفه فضرب الذي قال ردنا على عمر.