لا يمكن للدولة أن تحقق التعاون والتكافل ما لم يشارك في تحقيقه أفراد المجتمع بالبذل والإنفاق، وخاصة بما يجب عليهم ويلزمهم وعلى رأس ذلك الزكاة المفروضة، فقد أكد الإسلام على وجوب أدائها ورغب في إخراجها.
قال رسول الله : >خمس من جاء بهن مع إيمان دخل الجنة. من حافظ على الصلوات …. وصام رمضان …. وأعطى الزكاة طيبة بها نفسه ….>(رواه الطبراني بإسناد جيد).
إنه أعظم مبدإ في التكافل الاجتماعي نرضي الله به، جاء أعرابي إلى النبي فقال: يا رسول الله دلني على عمل إذا عملته دخلت الجنة، قال: تعبد الله ولا تشرك به، وتقيم الصلاة المكتوبة، وتؤتي الزكاة المفروضة، وتصوم رمضان، فقال : والذي نفسي بيده لا أزيد على هذا ولا أنقص منه، فلما ولى قال النبي :>من سره أن ينظر إلى رجل من أهل الجنة فلينظر إلى هذا<(متفق عليه).
إن الزكاة طريق معبد إلى رحمة الله،يُحْفَظ السالك فيه من عذاب الله.
عن معاذ ] قال :” كنت مع رسول الله في سفر فأصبحت يوما قريبا منه ونحن نسير فقلت يا رسول الله أخبرني عن عمل يدخلني الجنة، ويباعدني من النار، فقال رسول الله : >سألت عن عظيم وإنه ليسير على من يسره الله عليه، تعبد الله ولا تشرك به شيئا، وتقيم الصلاة، وتؤتي الزكاة، وتصوم رمضان، وتجح البيت …<(رواه الترمذي وصححه).
إن الالتزام بمضمون الإسلام يرفع الأمة إلى مقام الصديقية.
جاء رجل من قُضاعةَ إلى رسول الله فقال :>إني شهدت أن لا إله إلا الله وأنك رسول الله، وصليت الصلوات الخمس، وصمت رمضان وقمته، وآتيت الزكاة. فقال رسول الله :” من مات على هذا كان من الصديقين والشهداء<(رواه البزار بإسناد حسن).
أما إذا تعطلت الأركان وغابت مقاصدها الروحية والاجتماعية من ساحة المجتمع فأبشر حينئذ بالشدائد والمحن؛.
قال : >ما منع قوم الزكاة إلا ابتلاهم الله بالسنين – أي القحط وجفاف منابع الرزق<(رواه الطبراني في الأوسط).
إن الرجل إذا كان جموعا منوعا انقلب عليه ماله شجاعا أقرعا يطوقه تطويقا، ويعذبه عذابا، ويلسعه لسعا.
قال رسول الله : >ما من أحد لا يؤدي زكاة ماله إلا مُثِـّـل له يوم القيامة شجاعا أقرع حتى يطوقه من عنقه ثم قرأ مصداق ذلك من كتاب الله {ولا يحسبن الذين يبخلون بما آتاهم الله من فضله هو خيرا لهم بل هو شر لهم سيطوقون ما بخلوا به يوم القيامة}<.