تعبت طويلا.. طويلا..
أرقت طويلا.. طويلا..
ولم تعرف النوم إلا قليلا..
وسبحت ربك ليلا طويلا..
وعلمتنا كيف نعلو بقاماتنا
وكيف يكون القعود ثقيلا
وقد كنت فينا بهيا جميلا
فها أنت ترحل عنا شهيدا
كما كنت من قبل ترجو الرحيلا
لقد آن يا أيها الفارس النبوي
بأن تستريح
وأن تنشر الروح ظلا ظليلا
وتأوي رَضِيًّا إلى ظل رب كريم
وإخوتك الأصفياء
لئن قتلوك
فقد قتلوا قبلك الأنبياء
وقد شربوا من زمان طويل
دم الأبرياء
أرادوا اغتيالك..
كسر سراجك..
وأد عرائسك البيض..
لكنهم من حماقتهم وهبوك الحياة
وأفضل أوسمة الشهداء
إنا مقعدا خلف القاعدين وراء… وراء
سكارى خلافاتهم في ذهول
وطار بهيا لأعلى سماء.
لقد نهض الأغبياء إلى
مصارعهم عندما قتلوا سيد الشهداء
ألا طبت، ياسين، حيا وميتا
فإن شهادتك اليوم مفتاح نصر جليل
بعد صبر جميل
لقد آن لليل أن ينجلي
وأن ينهض النسر في كبرياء
لقمته بعد طول عناء.
وقد آن أن تشرق الشمس وضاحة للعيون
وتحتفل القدس من بعد أسر طويل طويل
ببراءتها، وبحرية نسجتها
ليالي الأيامى، وصبرُ اليتامى
وهمة هذا الصبي التي ليس تسرقها
أنة أو بكاء
فكانت أعز رداء.
لقد آن أن تقبل القدس نشوى
بلقاء الأحبة في قلب يافا
وفي عرصات الجليل
ألا أنعم رضيا
بجنات عدن يزينها السلسبيل