وضعية المرأة العربية قبل الاسلام
كان من حق الرجل قبل الاسلام أن يتزوج من النساء ما شاء، وأن يطلقهن متى شاء. وعندما جاء الاسلام حدد عدد الزوجات،و ربط التعددبالضرورة إليه، واشترط العدل بين الزوجات، كما نظم الطلاق، وبين حالاته وعدده وعدته الشرعية، كما أبطل الانكحة الفاسدة التي كانت معروفة في المجتمع الاسلامي : كالشغار والمتعة. وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على الوضعية المنحطة التي كانت تعيشها المرأة قبل الإسلام.
كما عانت المرأة في المجتمعات القديمة الكثير من الظلم والاجحاف، فمنهم من كان يصنفها مع العبيد، ومنهم من كان يعتبرها متاعا يباع ويشترى ويورث، ومنهم من كان يعتبرها شيطانا، ومنهم من حرمها من حقوقها الدينية والوطنية.
وضعية المرأة في المجتمعات الغربية المعاصرة
رغم أن المجتمعات الغربية المعاصرة أعطت المرأة حقوقها، فإن هناك بعض الحقوق قد فقدتها منها :
- أنها بمجرد زواجها تفقد اسم أسرتها وتحمل اسم أسرة زوجها.
- أنها استعملت لدى شركات الاشهار في الإباحات الجنسية لأغراضها التجارية المربحة.
- أنها ليس لها الحق في التطليق… إلى غير ذلك.
تكريم الاسلام للمرأة
يعتبر الاسلام كلا من الرجل والمرأة مكملين لبعضهما البعض، فلا يمكن لأحدهما أن يستمر إلا بوجود الآخر، وقد وضع الاسلام من شأن المرأة في عدة مجالات منها :
- أنه ساوى بينها وبين الرجل في الأحكام والمعاملات.
- أنه كرمها كزوجة، حيث جعل عقد الزواج الذي ترتبط به مع الرجل ميثاقا غليظا مبنيا على المودة والرحمة وحسن المعاشرة.
- أنه كرمها بذكرها في عدة سور من القرآن الكريم وفي عدة أحاديث نبوية شريفة وأعطاها حقوقها كاملة.
- كرمها كأم وجعل الإحسان إليها واجبا في القرآن والحديث.
حقوق المرأة في ظل الشريعة الإسلامية
> الحقوق التي ضمنها الاسلام للمرأة :
لقد حظيت المرأة في الإسلام بمكانة شريفة لم تحض بمثلها أبدا في المجتمعات الأخرى من قبل، فقد رفع الاسلام من قدرها فوهبها الحرية وأمر بالحفاظ على كرامتها وشرفها، وأوجب لها حقوقا منها : حق التعلم، حق التعليم، حق الارث، حق التملك، حق تحمل المسؤوليات، حق الحضانة، حق الرضاعة، حق النفقة…
> دور المرأة في المجتمع الاسلامي :
لقد دخلت المرأة في الاسلام عن طواعية واختيار، عندما ضمن لها حقوقها كاملة وأشعرها بكرامتها، ورد لها اعتبارها الذي كان ضائعا منها، فضحت تضحية كبيرة من أجل الحفاظ على عقيدتها وتحملت عبر التاريخ أنواعا كثرية من التعذيب في سبيل الاسلام وبذلك تحملت رسالتها كاملة عبر العصور إلى جانب أخيها الرجل في جميع الميادين.
مفهوم الأسرة المسلمة ومسؤوليتها
> مسؤولية الأسرة المسلمة :
الاسرة المسلمة هي تلك الاصرة التي تتكون من الزوج والزوجة والأولاد والأحفاد، تضمن لكل فرد الطمأنينة والأمان، وهي مسؤولة عن إرشاد الأطفال دينيا وسلوكيا لقوله تعالى : {يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم نارا}، وقول : >كل مولود يولد على الفطرة، فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه<.
فالتربية والتعليم من المسؤوليات التي تحاسب عليها الأسرة يوم القيامة لقوله : >حق الولد على الوالد ثلاثة : أن يحسن اسمه، وأن يعلمه الكتابة وأن يزوجه< كما أن الأسرة مسؤولة عن المحافظة على صلة الرحم وإيتاء ذوي القربى. وقد قارن الاسلام الاحسان إلى ذوي القربى بالاحسان إلى الوالدين في قوله تعالى {يسألونك ماذا ينفقون، قل ما أنفقتم فللوالدين والأقربين}.
الزواج سنة الله في الحياة
لأنه لا يستغني عنه عالم الانسان أو الحيوان أو النبات لقوله تعالى : {ومن كل شيء خلقنا زوجين لعلكم تذّكرون}، وقوله كذلك : {سبحان الذي خلق الأزواج كلها، مما تنبت الأرض ومن أنفسهمومما لا يعلمون}.
فالزواج هو الأسلوب الذي اختاره الله للتوالد والتكاثر واستمرار الحياة قوله تعالى : {وخلق منها زوجها وبث منهما رجالا كثيرا ونساء}. فالزواج يضع النواة الأولى للأسرة التي تحبطها غريزة الأمومة وترعاها عاطفة الأبوة، فتنبت نباتا حسنا وتثمر ثمارا يانعة، وهو النظام الذي ارتضاه الله لنا وجاء به الاسلام.
تعريف الزواج :
عرفته مدونة الأحوال الشخصية السابقة بأنه ميثاق ترابط وتماسك شرعي بين رجل وامرأة على وجه البقاء. غايته الاحصان والعفاف مع تكثير سواد الأمة الاسلامية لإنشاء أسرة تحت رعاية الزوج، على أسس مستقرة تكفل للمتعاقدين تحمل أعبائها في طمأنينة وسلام واحترام. وقد عدلت مدونة الأسرة الجديدة في هذا البند مع الاحتفاظ بجوهر التعريف.
> حكم الزواج :
تعتريه الأحكام الشرعية الخمسة وهي :
- أن يكون واجبا في حق من خاف على نفسه الوقوع في الزنا.
- أن يكون حراما في حق من لارغبة له فيه وكان متيقنا من أنه سيضر زوجته وأولاده بسبب من الأسباب.
- يكون مكروها في حق من لارغبة له فيه وهو يظن بأنه سَيُسِيء لزوجته وأولاده في الوطأ والنفقة.
- يكون مندوبا في حق من له القدرة عليه وهو يأمل من نفسه الوقوع في الزنا.
- يكون مباحا في ماعدا ذلك.
> الحكمة من الزواج :
تتجلى فيما يلي :
- هو أحسن وضع طبيعي لإشباع الغريزة الجنسية.
- هو أحسن وسيلة لإنجاب الأولاد وتكثير النسل واستمرار الحياة.
- فيه تنمو غريزة الأمومة والأبوة ومشاعر العطف والود والحنان.
- يبعث على النشاط والعمل، ويقوي في الزوج الملكات والمواهب والقدرة.
- فيه تحديد للمسؤولية بالنسبة للرجل والمرأة كل على نطاق عمله.
- فيه تترابط الأسرة وتتقوى وفي ذلك قوة للمجتمع.
> أركان الزواج وشروطه :
1- الركن الأول : الزوجان وهما محل العقد ويشترط فيهما الأهلية الشرعية والقانونية والصحية، أي أن يكونا بالغين، عاقلين، خاليين من الموانع الشرعية، ليسا مكرهين على الزواج وليس بينهما قيام بمحرم من نسب أو رضاع أو مصاهرة أو محرمين من الحج.
2- الصيغة : وهي كل ما يدل على الايجاب والقبول ويفيد الرضا على الزواج.
3- الصداق : وهو ما يعطيه الزوج للزوجة من مال أو عقار أو متاع أو غيره من أجل إشعارها برغبته في الزواج منها وهو نوعان : مسمى وتفويض، وليس لأقله ولا لأكثره حد معلوم.
4- الولي : وهو من يتولى عقد الزواج على الزوجة كان أبا أو أخا أو عما.. والولاية حق للمرأة أيضا حسب الفصل 12 من مدونة الأحوال الشخصية المغربية معدل في 29 شتنبر 93 حيث حسب هذا التغيير لا يجوز للولي كيفما كان (أبا أو أخا..) أن يعقد على المرأة الزواج إلا إذا فوضت له ذلك إما صراحة أو ضمنا. وقد جاءت مدونة الأسرة الجديدة لتلغي هذا الركن الهام وضيقت مجالاته إلى أبعد الحدود.
الهدف من الزواج :
لقد نصت أحكام الشريعة الاسلامية على أن من أهداف الزواج في الاسلام : الاحصان والعفاف وتكثير النسل وخلق المودة والرحمة والاستقرار بين الزوجين، وبالنسبة لتكثير النسل فإنه لا يتأتّى إلا بإنجاب الأولاد من الزواج الشرعي والكثرة التي يريدها الاسلام هي الكثرة القوية وهو يريد من المسلمين أن يكونوا أقوياء إيمانا وعقلا ونشاطا واقتصادا… فالرسول لا يتباهى بالأمة الضعيفة مهما كثر عددها لذلك فقد تضمنت الشريعة الاسلامية أسس الزواج واشترطت في الزوجين الدين والأخلاق من أجل إنجاب الذرية الصالحة القوية المتعلمة المنسجمة المؤمنة لكي تكون هي الدعامة الصالحة لاستقرار الأسرة وانسجامها، ولكي يكون في ذلك رقي المجتمع الاسلامي.