أولا : أسباب تأسيس المعهد :
كانت الوحدة ولا تزال تمثل إحدى المقومات الأساسية الهامة لتقدم الشعوب، ونهضة الأمم، وتمكينها في الأرض، ولذلك فقد حث الإسلام المسلمين في جميع أنحاء الأرض المعمورة على الوحدة والتضامن والتعاون في كافة المجالات والميادين، مصداقا لقوله تعالى : {واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا} (الأنفال : 46).
إن التاريخ الإنساني لا يزال يسجل بمداد من ذهب تلك القيادة الشامخة والريادة الفذة التي كانت للأمة الإسلامية يوم أن كانت أمة متحدة ومتضامنة ومتعاونة، بل إن الوحدة هي التي مكنت للرعيل الأول من أبناء الأمة الإسلامية، فجعلتهم خير أمة أخرجت للناس، وأصبحوا أمة قائدة ورائدة وشاهدة وحاضرة، تأمر فتطاع، وتنهى فينتهى، فسعدت البشرية بالقيادة الإسلامية الناصعة التي كانت تجمع بين الروح والمادة، وبين الدنيا والآخرة.
وتأسيسا على هذا، فإن استعادة الأمة الإسلامية ذلكم الدور القيادي والريادي مرهون كل الرهان بتوحيدها جميع إمكاناتها الفكرية والاجتماعية والسياسية والاقتصادية، فضلا عن حسن توظيف مواردها الخصبة الثَّرَّة التي مَنَّ الله بها عليها. إن تحقيق هذا الأمل المشرق يحتم على جميع علماء الأمة ومفكريها وقادتها السياسيين وأرباب الأموال والمهنيين، ضرورة التعاون من أجل تعميق فكرة الوحدة وتوطيد أواصر الأخوة والتواصل بين أبناء الأمة.
وإسهاما في تحقيق هذا الحلم، تم تأسيس المعهد العالمي لوحدة المسلمين عام 2001م وهو معهد بحثي وأكاديمي بحت لا ينحاز لأي حزب سياسي، ويهدف إلى تعميق فكرة التضامن والوحدة الإسلامية عبر العديد من البرامج والأنشطة الفكرية والعلمية والاجتماعية والثقافية وتنظيم المؤتمرات والندوات المحلية والعالمية، وإقامة المحاضرات واللقاءات العلمية، وإصدار النشرات والأبحاث، فضلا عن التنسيق بين جهود الباحثين المهتمين بقضايا التضامن والوحدة الإسلامية المنشودة في العالم.
إن فكرة تأسيس معهد لوحدة المسلمين في ماليزيا، تعود إلى اقتراح تقدم به معالي رئيس الجامعة الإسلامية العالمية بماليزيا/تان سري سنوسي جنيد إلى صاحب المعالي الدكتور/ محاضير محمد رئيس الوزراء الماليزي، وقد احتفى رئيس الوزراء بهذا الاقتراح أيما احتفاء, ورحب به, وأوصى بأن يطلق على المعهد المقترح تأسيسه مسمى “المعهد العالمي لوحدة المسلمين”.
ثانيا : رؤية المعهد
يطمح المعهد العالمي لوحدة المسلمين إلى أن يصبح مركزا محترما يتبنى ويشجع كافة البرامج والأنشطة الفكرية والاقتصادية والسياسية والاجتماعية الهادفة إلى تعميق فكرة وحدة الأمة الإسلامية وتضامن شعوبها، أملا في استعادة الأمة دورها الريادي ومكانتها القيادية في العالم.
ثالثا : رسالة المعهد
يسعى المعهد العالمي لوحدة المسلمين إلى تحقيق جملة من الأهداف النبيلة، ومن أهمها :
- تعميق الوعي بأهمية الوحدة وضرورتها في استعادة الدور القيادي والريادي للأمة الإسلامية على جميع المستويات.
- تقوية شبكات التعاون والتواصل بين جميع أبناء الأمة، وخاصة الجيل الصاعد والواعد من شباب الأمة.
- القيام بالدراسات الموضوعية والعلمية الهادفة إلى التعرف على أسباب تفرق أبناء الأمة وتشتتها وتشرذمها، فضلا عن أسباب الحروب والصراعات الأهلية في العالم الإسلامي.
- تقديم نماذج حية لوحدة المسلمين المنشودة تقوم على تجاوز الفوارق العرقية واللغوية والثقافية والحواجز الجغرافية الضيقة بين أبناء الأمة الإسلامية.
رابعا : مهام المعهد
- تنظيم المحاضرات، والندوات والمؤتمرات، وورشات العمل حول قضايا الوحدة الإسلامية في العالم.
- القيام بالأبحاث والدراسات العلمية الموضوعية حول الوحدة الإسلامية، قديما وحاضرا، ومستقبلا.
- تقديم المساعدات اللازمة للأكاديميين الراغبين في كتابة الأبحاث والدراسات والمقالات العلمية حول قضايا الوحدة والتضامن الإسلاميين.
- دعم الأبحاث والدراسات العلمية الجادة حول التعددية الثقافية في العالم الإسلامي بغية تفهم مشكلات المسلمين وأحوالهم.
- تطوير قاعدة بيانات معلوماتية للأمة الإسلامية عبر شبكة المعلومات العالمية للتعرف على شعوب الأمة الإسلامية الصحيحة، وتصحيح صورة الإسلام المشوهة التي تقدم في وسائل الإعلام المناهض للإسلام والمسلمين في كل مكان.
- تزويد قادة المستقبل الأكفاء من الشباب الواعد بالمهارات الأساسية للقيادة عبر سلسلة من البرامج التدريبية، والأنشطة التثقيفية والاجتماعية والتربوية.
- الإشراف على كافة أنشطة المجلس الطلابي الإقليمي.
خامسا : نشاطات المعهد :
أ- نشاطات داخل الجامعة
- إعلان يوم كامل تحت مسمى يوم الوحدة الإسلامية في كل عام.
- تنظيم أسبوع الوحدة الإسلامية في كل عام.
- تنظيم محاضرات وندوات أسبوعية وشهرية حول قضايا الوحدة والتضامن وأحوال الأمة في العالم.
- تنظيم برامج علمية للتدريب القيادي في كل فصل دراسي.
- إصدار المجلات والدوريات، وتنظيم المسابقات في كتابة الأبحاث والدراسات حول وحدة الامة.
- تأسيس وحدة لتنسيق الأبحاث والدراسات ذات العلاقة بالوحدة والتضامن بالجامعة.
- تصميم برامج لتقوية فكرة “الأسرة المضيفة” التي تؤدي بدورها إلى تعميق فكرة التضامن بين شعوب الأمة.
ب- نشاطات محلية
- تنظيم المحاضرات والندوات والمؤتمرات المحلية حول قضايا ذات علاقة بالوحدة الإسلامية والتضامن.
- توجيه الأبحاث والدراسات العلمية حول قضايا محلية ملحة وذات ضرورة قصوى.
- تطوير العلاقات مع المعاهد والجامعات المنظمات المحلية في مجال الدراسات والأبحاث حول الوحدة والتضامن الإسلاميين.
- تبادلالمعلومات والمؤلفات والأبحاث عن الوحدة والتضامن مع المؤسسات والمنظمات المحلية.
- تشجيع إقامة النشاطات المشتركة مع المؤسسات والمعاهد والجامعات المحلية كالندوات والمحاضرات والحوارات والمؤتمرات.
ج- نشاطات دولية
- تنظيم مؤتمرات وندوات، وورش عمل عالمية حول وحدة الأمة الإسلامية وتضامنها.
- تقوية الروابط مع كافة المنظمات والمؤسسات الإقليمية في العالم عامة وفي العالم الإسلامي خاصة، وذلك بغية تعميق فكرة الوحدة وتعزيز التضامن والتعاون بين شعوب الأمة.
- استضافة العلماء المشهورين والمفكرين من شتى أنحاء العالم لإلقاء محاضرات حول وحدة المسلمين وتضامنهم، ومناقشة جميع تحديات العولمة، والنظام العالمي الجديد, والكتلة الواحدة.
- تكوين ناد شبابي يكون مجهزا ومستعدا للمشاركة في أعمال الإغاثة للبلدان الإسلامية التي تجتاحها الكوارث الطبيعية.
- تأسيس وحدات أبحاث في موضوعات استراتيجية حسب حاجات الأمة، مثل الحد من الفقر في العالم الإسلامي، ودراسة كافة الأنظمة السياسية والاقتصادية وسبل تطويرها في العالم الإسلامي.
- تدشين برنامج تعلم عن بعد عالمي جاد عبر نظام التوأمة وغيره من البرامج العلمية المشتركة في دول العالم الإسلامي، بغية توطيد علاقات الوعي الأممي والتضامن الفكري والعلمي والاقتصادي والسياسي عبر التربية والوحدة الثقافية.