إن المساندة القوية التي لقيتها وتلقاها الحكومة الإسرائيلية من الحكومات الأمريكية المتعاقبة تجعلنا نتساءل عن حقيقة هذه المساندة و عن دوافعها و كيفية تطبيقها؟
عند قيامها عملت الحركة الصهيونية على تطبيع علاقاتها مع بريطانيا باعتبارها القوة العظمى اَنذاك، فحققت بمساعدتها انتصارات عدة (وعد بلفور…). و بعد ظهور فرعون عصرنا(و.م.أ) كقوة ذات نفوذ كبير، ها نحن نرى الصهاينة يعدون خططا أخرى لتلقي المساعدات منه أو إن صح التعبير أخذها بالقوة.
كيف تمكنت الصهيونية العالمية من التأثير في السياسة و الرأي العام في و.م.أ؟
بعدما انتقل الصهاينة من أوربا إلى و.م.أ وجدوا في البيئة الأمريكية الاجتماعية و السياسية خير وسيلة للتأثيرعلى نظام الحكم، فخلقوا لوبيا قويا قادرا على التحكم في القرارات السياسية.
تأثير اللوبي الصهيوني في القرارات السياسية
رغم أن اليهود الصهاينة القاطنين بأمريكا لا تتعدى نسبتهم 3% إلا أنهم يتوزعون على 12 ولاية ذات أهمية استراتيجية بالنسبة للعملية الإنتخابية: حيث أنهم يقدمون شخصا أمريكيا ليس صهيونيا و يعطونه أصواتهم على أن يبقى مواليا للصهيونية و إسرائيل عند وصوله لكرسي الرئاسة. وبهذه الطريقة تمكنوا من تعبئة الجانب السياسي.
تأثير اللوبي الصهيوني على الرأي العام الأمريكي
اسولت شركات يهودية تابعة للصهيونية على أغلب المؤسسات الإعلامية من قنوات تلفزيونية وصحف إخبارية، وبدأت تحكي من خلالها عن مأساة اليهود والاضطهاد الذي لقوه من طرف ألمانيا النازية تارة، و روجت للمنافع التي سيحصدها الاقتصاد الأمريكي من الاستثمارات اليهودية ثارة أخرى، و أظهرت صورة خاطئة عن المجتمع العربي باعتباره عدائيا و ضد التطور الفكري، فأثر هذا الضغط الإعلامي على الرأي العام الأمريكي و جعله دائم المساندة لليهود، وولد عنده حقدا اتجاه العرب عامة و المسلمين خاصة .
أين تظهر المساندة الأمريكية لدولة إسرائيل؟
- يحتدم الصراع يوما بعد يوم بين الإسرائليين و الفلسطينيين مما يستدعي عقد جلسات لمجلس الأمن يتم أثتاءها وضع بعض القرارات التي تحمي الجانب المتضرر و غالبا ما تكون لصالح الجانب الفلسطيني لأنه الأكثر تضررا، لكن الو.م.أ تحرم الفلسطينيين من الأمن و تجعلهم يواجهون إرهاب دولة منظم ضد شعب أعزل عندما تستخدم حق النقض “الفيتو” ضد هذه القرارات.
- باعتبار الو.م.أ القوة رقم 1 في العالم بعد انهيار الاتحاد السوفياتي، فإن لها صوتا مسموعا لدى الهيئات الدولية، الشيء الذي يجعلها تحمي حليفتها إسرائيل , خاصة في موضوع الأسلحة المحظورة دوليا (الأسلحة البيلوجية – الأسلحة النووية…)، فهي تعمل على إنشاء معاهد تكوين أطر متخصصة في صناعة هذه الأسلحة داخل إسرائيل و تمول الصفقات الإسرائيلية، إضافة إلى تقديم مليارات الدولارات كمساعدة للشعب الإسرائلي سنويا .
مجمل القول : الصهيونية هي المتحكمة في أعلى الهيئات السياسية الأمريكية.
حقق الصهاينة أحلام هرتزل على حسابنا، فهل نحن قادرون على استرجاع حقوقنا……