إبراهيم أبو الأمم عليه السلام:
ظل إبراهيم عليه السلام وكما يؤرخ له سفر التكوين(17: 4-5) يحمل اسم إبرام مدة تسعة وتسعين عاما، إلى أن أمره الله تعالى بتغيير اسمه حسب رواية السفر حيث قال له: “أما أنا فهو ذا عهدي معك وتكون أبا لجمهور من الأمم فلا يدعى اسمك بعد إبرام بل يكون اسمك إبراهيم”.
واسم ابرام فيما يبدو من أسماء الكلدان سكان العراق القدماء حيث ولد بينهم، وهو بلغة الكلدانيين مكون من مقطعين أب وأب بمعنى الوالد, ورام بمعنى أو معان مختلفة مثل الرفيع والرحيم أو العال أو المتكرم، ولكن الأقرب إلى الصحة أن دلالة المقطعين قريبة من معاني العطف والمحبة والقرب، فيكون معنى إبرام بمعنى محبوب الأب أو القريب من الأب أو المعطوف عليه من الأب.
أما اسم إبراهيم فمكون هو الآخر من مقطعين أب وهو كما قلنا من يتسبب في إيجاد الأبناء، وراهيم أو راهام وتعني في العبرية والكنعانية وغيرهما من اللغات العروبية القديمة العدد الكبير، كما تعني أيضا الجماعة من الناس، أو الجمهور، وعلى هذا فمعنى إبراهيم هو أبو الجمهور، أو أبو الأمم الكبيرة “أو أب لجمهور من الأمم”.
لوط عليه السلام:
لوط عليه السلام هو ابن حاران أخو تارح والد إبراهيم. ولد في أور الكلدانيين، ومات أبوه قبل والد إبراهيم فكفله عمه. وظل ملازما لإبراهيم عليه السلام إلى أن افترقا، فذهب لوط إلى سدوم وعمورية، ولم يكن بينه وبين أهلها قرابة، فاستوطن فيهما لفترة طويلة من الزمن حتى عُدُّوا من قومه, ولما كان أهلها يأتون الرجال شهوة من دون النساء، بعثه الله إليهم محذرا وناهيا، فكذبه قومه وأخرجوه من ديارهم فعاقبهم الله تعالى بالعقوبات المعروفة، ومن الفعل الذي أحدثوه وهو نكاح الرجال دون النساء، اشتق الناس اسم لوط، ودخل الإسم بأحرفه الثلاثة اللام والواو والطاء إلى اللغة العربية وبدلالة مستمدة من الفعل نفسه، أعني اللصوق واللزوق وما في حكمهما ومنه اشتقت سائر المعاني التي لا تبعد كثيرا عن ذلك الحدث القبيح.
أما اسم لوط الحقيقي فهو كاسم ابن عمه إبراهيم من الأسماء الكلدانية، ولكنه غير معروف بدقة لدى الباحثين.