المواطن الصالح هو الذي يؤدي ما عليه من واجبات بجودة وإتقان، ويطلب ما له من حقوق بأدب ولين، تعمر به الأرض ويسعد به الناس في كل وقت وحين
المواطن الصالح هو الذي يخلص لله في السر والعلن، ولا يعمل طلبا للمغنم أو السمعة أو الجاه أو الثناء. لا يضمر خلاف ما يظهر، لأنه وإن كتم ما يضمره حينا من الدهر لابد أن ينكشف أمره ويفتضح سره فينفر منه من كان مغترا به، وتكون عاقبة أمره خسرا. قال صلى الله عليه وسلم: “طوبى للمخلصين الذين إذا حضروا لم يعرفوا وإذا غابوا لم يفتقدوا”(رواه البيهقي)ل
المواطن الصالح هو الذي يحسن إلى من أساء إليه، ويصل من قطعه، ويعفو عمن ظلمه، يواجه الجهل بالحلم، والغضب بالصبر، والعنف باللين . يعلم ما يدور حوله من أحداث، صاحب خبرة ودراية وحنكة ، تعلم من التجارب واستخلص منها حكما ودروسا بليغة
المواطن الصالح هو الذي إذا أتمن لم يخن، وإذا عاهد لم يغدر. صفاته صفات المؤمنين بعيد عن صفات المنافقين التي أخبر عنها سيد المرسلين عليه أفضل الصلاة وأزكى التسليم: “آية المنافق ثلاث: إذا حدث كذب وإذا وعد أخلف وإذا أتمن خان”. وفي رواية: “إذا حدث كذب وإذا عاهد غدر وإذا خاصم فجر”. يحفظ نفسه من المحرمات، ويؤدي في خشوع كل الصلوات فتقيه بإذن الله المزا لق والمهلكات. وصدق رب العالمين حين قال في كتابه العزيز: {قد أفلح المؤمنون الذين هم في صلاتهم خاشعون والذين هم عن اللغو معرضون والذين هم للزكاة فاعلون والذين هم لفروجهم حافظون إلا على أزواجهم أو ما ملكت أيمانهم فإنهم غير ملومين فمن ابتغى وراء ذلك فأولئك هم العادون، والذين هم لأماناتهم وعهدهم راعون، والذين هم على صلواتهم يحافظون} ثم بين سبحانه وتعالى الجزاء الذي نالوه فقال : {أولئك هم الوارثون الذين يرثون الفردوس هم فيها خالدون} (المؤمنون:1-11)ل
لا يصر على الخطأ، وإن أخطأ فسرعان ما يتذكر فيرجع ويعود نادما منيبا منكسرا تائبا معتذرا طالبا العفو والمغفرة من الذي صوره فأحسن صوره وشق سمعه وبصره بحوله وقوته. فيدخله حينذاك في رحمته التي وسعت كل شيء ويفرح بعودته إليه فرحا شديدا. كما أخبر المصطفى صلى الله عليه وسلم: “الله أشد فرحا بتوبة عبده حين يتوب إليه من أحدكم كان على راحلته بأرض فلاة، فانفلتت منه وعليها طعامه وشرابه فأيس منها، فأتى شجرة فاضطجع في ظلها، وقد أيس من راحلته، فبينما هو كذلك إذا هو بها قائمة عنده،فأخذ بخطامها ثم قال من شدة الفرح:اللهم أنت عبدي وأنا ربك. أخطأ من شدة الفرح” (رواه مسلم)ل
إنهم مغرضون وغير مخلصين ولا صالحين أولئك الفارون من مسؤولياتهم، المضيعون لواجباتهم وأماناتهم،الحاملون راية الهدم والتشكيك في القيم السامية والمبادئ والمثل العليا. الباحثون عن عيوب الناس وعثراتهم. قال صلى الله عليه وسلم: “المؤمن يطلب المعاذير، والمنافق يطلب العثرات”. وقال أيضا: “استعينوا بالله من جار السوء الذي إذا رأى خيرا ستره وإذا رأى شرا أظهره”.
وفي كل عصر وفي كل وقت مفسدون ومغرضون ومخربون،يرفعون شعارات زائفة لا يريدون من ورائها سوى الفتنة وتمزيق الصف حتى يتمكنوا من الاصطياد في الماء العكر. إنهم محتاجون إلى قوة تردعهم وإلى سواعد تتلقاهم مذكرة إياهم بأصالتنا العريقة وأخلاقنا الكريمة التي جاء بها أستاذ البشرية صلى الله عليه وسلم من حسن الجوار وصلة الأرحام وحفظ مال الأيتام والنهي عن الفواحش ما ظهر منها وما بطن
المواطن الصالح من هذا المنطلق يقول: لا للغش، لا للرشوة، لا للنهب والسرقة،لا للمكر والخديعة، لا لامتصاص دماء الضعفاء وأكل أموال الأمة بغير وجه حق
يقول : نعم للإصلاح، نعم لوحدة الصف،نعم لإحياء القيم والتمسك بها… حتى يختفي من أنفسنا من حياتنا ،من شوارعنا ما نكره وما لا نحب. ونعود لأخلاق سلفنا الصالح الذين عاشوا ليل نهار، وصباح مساء على مائدة القرآن تلاوة وفهما وتذوقا وأدبا وسلوكا فنكون بذلك مواطنين صالحين نرعى حق الله وحق الناس وحق الوطن.