أولست تدرين ماأحدثوا في ظل تغييبك الممنهج ، إرضاءا لأهواء الغرب المفزوع من حجابك المؤدن بأفول نجم خطاباتهم الرائدة ؟ بخصوص التغرير بالمرأة ، لا تحريرها..
لقد استغلوا تلك التفجيرات الوحشية التي روعت العباد بالدار البيضاء ، لينظموا صفوف قوم تبع من جديد ، ويعلنوا أن ترسانة التطرف بكل أدواتها “الظلامية” ، بما فيها حجابك ، هي التي شحنت المتطرفين ورمت بهم في أثون الإرهاب ، وأن رحمك إرهابي لا يفرخ إلا القتلة ،وأنه آن الأوان لتبري السلطة أسلحتها ، وتستفيق من ” القلبة” ، لتلقين خلايا الإرهاب المستيقظة درسا في التحضر ، بالوسائل العنفية التي تليق ببربريتها وظلاميتها المقلقة .. وبالطبع أختاه أنت في عمق نقطة التصويب ، وإليك يجب أن تسدد الطعنات النجلاء ، لتعود للمرأة المغربية لذة الإستعراء والإغراء ، فتمتع وتتمتع ، وتحفظ لعيون الذئاب فضاءا أنثويا متعددا ، ومتواصل الخلابة المجانية ، “واللي ماشرا يتـنـزه ” ..
وموازاة مع هذه الحملة المؤمركة الأهداف والهواجس ، الإنتخابية الهوى وآليات الإستعداء ضدك ، والتي تعتمد منهج ” ضريب لحديد ماحدو سخون ” لاستئصال ملامحك السابغة ، المفزعة لشياطينهم ، ولأن الباطل لاييأس ، فإن معركتهم ومعركتهن اليومية ، بعيدا عن التفجيرات ، ستتواصل والصيف الاستعرائي على الأبواب ، وحتما من خلال منابرهم الإعلامية المتناسلة كذرات الغبار، سيحدثونك عن الصهد ، وقسوتك على مسام جسدك المزمومة قهرا .. فأجيبيهم بأن الصهد صهد القلوب المتكلسة والعقول العصفورية المتشبتة بصرعات مجلاتهم المستلبة الهوى .. ، وأن رطوبة الحق دثرتك بالطراوة من فروة الرأس حتى القدمين ، وأهالت عليك رداء الطمأنينة في عز القيض ، حتى إذا خـبـا ضجيجهن الهش ، وفتات رطنهن بخواء الغرب الضال ، ارفعي صوتك بوجوب الصحوة ،صارخة : يانساء العالم اتحدن ، فإن الاضطهاد غدا مضاعفا ، وإذا كنتن مقهورات جدران كما خيل لكن وعيكن المتقزم ، فاليوم أنتن مقهورات معامل ، جامحة غرائز مشغليهاالجنسية ، ومقهورات إعلام قاس براكماتي الاستراتيجية ، باعتباركن في عرفه ، مجرد مخلوقات مشاعة لكل الشهوات المحرمة، ووعاءا للغرائز المريضة ، ومقهورات أصفاد لامرئية تدعى أصباغا وكريمات وتدليكا وريجيما وعطورا خرافية الثمن لكل الفصول ، ومقهورات إحساس مرعب يدعى بالشيخوخة ، وتنكر الحبيب ، وتغضن الجسد وتفرق زبناء المتعة ، وكل ذلك على حساب إنسانيتكن وعقولكن المجمدة الراقدة في غيبوبة مستديمة لسحبكن من ساحة الفعل الرسالي بالقرب من إخوانكن ، وجعلكن مجرد مخلوقات ” بلهاء ” كما قال الروائي الروسي ” أنطوان تشيكوف ” ..
يانساء العالم إتحدن ضد جبروت استعمار الرقيق الأبيض، ثرن ضد وضعية السلعة المزوقة بالقرب من فوطة أولويز ، ومشروب كوكاكولا ومرطب الشعر ، والسيارة السندبادية التي تمتطيها ” سيندي كراوفورد ” ..فالأعين الذكورية غدت متخمة وزجاجية ، تستأجركن بالمجان بالغرف العطنة لإشباع الغرائز المريضة ، المحرمة ، فإذا توخت الحب العلني المحترم، والاستقرار المبارك ، لفظتكن للعراء ، وقسوة الألسن المتعقبة لتحلن على معاش مبكر ، حين أفول خيرات الجسد المشاع ، وتمتن وحيدات مهجورات كأنكن جذام معدي ..
وليس الحجاب إلا صرخة الصحوة في وجه المصادرة وهذه الإقالة القاسية .. إنه رفض الجلد اللقيط ، وتهشيم القناع الإسمنتي الرابض في وجه الهوية ، وقومة مباركة على وضعية الدمية المستباحة ، حتى تتلاقى الأرواح في مساواة رائعة بين الجنسين ، حيث التفوق للتقوى ، والنفوس الثائرة للحق ، المخاصمة للهوى العابث ، أما الأجساد فإثارتها للداخل الزوجي بحميميته ونقائه ، وليس للشارع إلا مسيرة الجهاد الرسالي ، بالتي هي أحسن ، لإعلاء قيم الإصلاح و العدالة والإحسان وتبليغها لكل الحيارى الضائعين ، وفي ذلك فليتنافس المتنافسون والمتنافسات .