يتخرج سنويا أفواج هائلة من طلاب الجامعات المغربية حاملين معهم شـهادات ملغومة يقع ضحيتها معظم الذين لم يتربوا على ثقافة المقاولة والحركية الذاتية حين يصطدمون بواقـع مـوبوء يسفك طموحاتهم بعد أن أفنوا عمرا طويلا وحساسا داخل الجامدات عفوا الجامعات وما قبلهـا، فيستسلمون بيأس للحلول السلبية(الانتظار، الاعتصام، الهجرة، الانحراف،…الاستغلال في تدريب الإدماج).
إنهم شباب أبرياء ضحايا جـرائم منظمة لنظام تـعليمي متخلف أصيب بالعقم لكـثرة المغتصبين والمجهضين، أضعف شخصياتهم وعطل قدراتهم على الإبداع والانطلاق الذاتي نحو صناعة الحيـاة.
لن أثير دور الدولة نحو هؤلاء فأمرها متروك لكراسي البرلمان، إنما سوف أسأل المــــنظمات الإصلاحية ماذا قدمت في برامجها لإدماجهم في حياة كريمة توفر لهم ظروف الإبداع والمشاركة في الإصلاح؟
لا أحد ينكر أن هذه المنظمات برعت في إنتاج البرامج التربوية والثقافية والسياسية… لكن ماذا قدمت كأولوية في برامجها وتصوراتها لنشر ثقافة المقاولة والتوجيه الدراسي والوظيفي وخـلق شبكات شبابية واسعة لتشجيع الاستثمار وإنشاء المقاولات؟
حين قمت بإجراء عملية حسابية وتصورت أن تقوم إحدى المنظمات المكونة من 000 10 عضو بتنظيم حملة استثمارية قوية لمدة 5 سـنوات، بحيث يشارك كل عضو شهريا بسهم 200 درهم، كانت دهشتي كبيرة لما حصلت على مجموع 12 مـــليار سنتيم!!!
كم من مشاريع تنموية وتربوية يمكن تمويلها لصالح الشباب الطموح!
كم من مراكز ومقرات وأجهزة يمكن توفيرها لتحسين ظروف تكوين وتوعية المواطنين!
إنها استراتيجية طموحة وبعيدة المدى، لكنها تحتاج إلى تدبير رائد وإلى أقوياء أمناء يعملون بهدوء وحكمة وتضحية، والذين لا يضحون بأموالهم وجهودهم في سبيل إسعاد الآخرين لا يتدبرون القــرآن الكريم ولا يستحقون أعلى الــدرجات في جــنات النــعيم.
عبد الرزاق بوفلا – أكادي
boufala28@hotmail.com