في إطار إذلالها وتحديها السافر لمشاعر هذه الامة، أقدمت الإدارة الأمريكية في الآونة الاخيرة على إنشاء محطة إذاعية باللغة العربية رصدت لها كدفعة أولى فقط مبلغ 30 مليون دولارا، وقد تتبعها قنوات أخرى إذاعية وتلفزيونية مستقبلا خاصة وأن القناة المذكورة حققت “نجاحا كبيرا” كما قالت ( شارلوت بيرز) نائبة وزير الخارجية الأمريكي.
هذا النجاح قد يغري الإدارة الأمريكية والغرب عامة لأنشاء محطات أرضية وفضائية والعديد من وسائل الاعلام باللغة العربية إمعانا في استلاب أجيال هذه الأمة وسفهائها وآرتهانهم لخدمة مشروعها الاستكباري.
….والغريب في هذا الامر ليس القناة أوالقنوات في حد ذاتها فهذا أمر بات معروفا بعدما نُعيت هذه الامة وَوُوريَ جثمانها فأصبحت مرتعا للديدان والذباب وحتى الكلاب.
إن الغريب حقا وصدقا هو كون إدارة بهذا المستوى من الذكاء والدهاء تفكر في هذا الأمر وتنفق مزيدامن الأموال بسخاء لأقامة قنوات بالعربية، وفي عالمنا العربي من القنوات ووسائل الإعلام المتطورة ما يُغنينا عن ذلك كله فما كان للادارة الامريكية أن تفكر في الأمر أصلا وهي ترى أن كل أجهزة الاعلام عندنا إلا ما نذر ما هي في حقيقة الأمر إلا رجع الصدى لثقافتها وقيمها ونمط عيشها بدءا من أفلام العنف والجنس، ومرورا بحمى “الراب ميوزيك” والكليبات وانتهاءا بصالونات عرض الأزياء والمهرجانات السينمائية والأحتفالات الماجنة بملكات الجمال وماوُوري أعظم.
- فيا عقلاء أمريكا اطمئنوا، فإعلامنا هو امتداد لاعلامكم وبوق جيد لقيمكم وثقافتكم ونمط حياتكم فأسفي شديد على أموال تبددونها وطاقات تهدرونها لأنشاء قنوات هي موجودة في الأصل وعلى أعلى مستوى من الجودة والتأثير…
فما ذا تريدون من وراء إنشاء قنوات بالعربية؟!
- فإذا كنتم تريدون مسخ أجيال هذه الامة وشبابها، فدونكم مسلسلات الأباحة وصالونات الرقص الفضائية والافلام المكسيكية والبرازيلية الرفيعة.
- وإذا كنتم تريدون تشويه الإسلام وأهله وتقديمهم في شكل ارهاببيين وقتلة. فدونكم المسلسلات المصرية التي برعت – ما شاء الله – في تقديم أصحاب اللحى والمحجبات في أبشع صور العنف والتخلف والإرهاب.
- وإذا كنتم تريدون التَّهكم على علماء المسلمين ورموزهم، فدونكم الصحف والمجلات عندنا؟ فقد قالوا فيها ما لم ولن تتجرؤوا أنتم على قوله؛ فسبوا رسول الله صلى الله عليه وسلم وطعنوا في مصداقية الامام البخاري وغيرهذا كثير.
- أما إذا كنتم تريدون الدفاع عن اسرائيل والترويج لها فاهنؤوا فعندنا من يدافع عنها ويتهم كل من تجرأ على انتقادها وذكر مساوئها بمعاداة السامية فلم كل هذا التبذير ياعقلاء أمريكا وإعلامنا – والحمد لله الذي لا يحمد على مكروه سواه- قد كفاكم مؤونة ما تسعون إليه.
- ولم انشاء المزيد من القنوات فما فينا يكفينا؟
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
ذ. عبد القادر لوكيلي