تميزت نتائج انتخابات يوم الجمعة الماضي بخروج زعماء وقيادات حزبية وازنة منتصرين بعد أن ضمنوا تواجدهم في مجلس النواب المقبل (2002- 2007).
من ضمن هؤلاء الزعماء، عباس الفاسي الأمين العام لحزب الاستقلال (العرائش) ثم محمد اليازغي (دائرة المحيط الرباط) دائرة الموت، كما وصفها بعض الملاحظين. حيث ترشحت فيها أسماء سياسية وازنة، والتي تقاسم فيها نشوة الانتصار مع عبد الحميد عواد الوزير الاستقلالي، ومحمد أوجار وزير الأحرار، والحسين الكرومي عضو حزب العدالة والتنمية.
وبدائرة اشتوكة آيت باها تمكن أيضا محمد بن سعيد أيت إيدر من الفوز باسم اليسار الاشتراكي الموحد، وهي الدائرة التي حقق فيها فوزه الانتخابي للمرة الرابعة أي منذ انتخابات 1984.
أما الحركة الشعبية، فقد أفلح أمينها العام امحند العنصر في كسب مقعد نيابي بدائرة بولمان، فيما نجح عبد الله القادري الأمين العام للحزب الوطني الديمقراطي، بدائرة برشيد بعد أن قدم استقالته من مجلس المستشارين، وهي الدائرة نفسها التي كان قد أخفق فيها في انتخابات 1997.
وإذا كان أمين عام العدالة والتنمية، الحزب المستفيد الأكبر من هذه الانتخابات، لم يقدم ترشيحه لهذه الاستحقاقات، فإن نائبه سعد الدين العثماني استطاع الفوز في دائرة انزگان أيت ملول التي ترشح بها، في الوقت الذي فاز فيه أيضا زعيما حزبين “جديدين”، منشقين عن الحركتين، حيث عبدت الطريق نحو مجلس النواب لكل من بوعزة يكن زعيم الحركة الوطنية الشعبية بدائرة الخميسات والماس، ونجيب الوزاني زعيم حزب العهد المنشق عن الحركة الشعبية بدائرة الناظور الشمالية الغربية.
…ورموز حزبية أسقطها الاقتراع
ومقابل فوز قيادات حزبية في هذه الانتخابات، لم يحالف الحظ عددا من رموز الأحزاب السياسية ضمنهم قياديون بارزون وأحيانا زعماء معروفون. وفي هذا الصدد أقصت نتائج 27 شتنبر اسماعيل العلوي الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية الذي كان مترشحا بدائرة سلا المدينة، كما سقط حليفه عيسى الورديغي الأمين العام للحزب الاشتراكي الديمقراطي.
ومن بين زعماء الأحزاب الجديدة التي أسقطها الاقتراع أيضا، عبد المجيد بوزوبع الأمين العام للمؤتمر الوطني الاتحادي المنسحب من المؤتمر الوطني السادس للاتحاد الاشتراكي، والمساند من قبل نوبير الأموي الكاتب العام للكونفدرالية الديمقراطية للشغل، حيث خانه الحظ في دائرة الرباط المحيط التي فاز فيها غريمه محمد اليازغي.
وتميزت نتائج اقتراع 27 شتنبر كذلك، بإخفاق عدد من زعماء الأحزاب، منهم الكوميسر محمود عرشان أمين عام الحركة الديمقراطية الاجتماعية التي لم تحصل سوى على بضعة مقاعد، وعبد الرحيم الحجوجي أمين عام حزب القوات المواطنة بدائرة الدار البيضاء أنفا، وعلي بلحاج زعيم حزب رابطة الحريات بدائرة الحي الحسني عين الشق، ومحمد زيان أمين عام الحزب المغربي الليبرالي بدائرة الرباط شالة.
استحقاقات 2002، أقفلت أيضا أبواب مجلس النواب في وجه شخصيات حزبية اعتادت كاميرات البرلمان على التقاط صورهم أثناء تدخلاتهم بقبة البرلمان، من ضمنهم : عبد الهادي خيرات من الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، وسعيد السعدي من حزب التقدم والاشتراكية، وعبد الصمد بلكبير من الحزب الاشتراكي الديمقراطي، وخلا السعيدي من الحركة الوطنية الشعبية، وسعيد أمسكان من الحركة الشعبية، والطيب بن الشيخ، وعبد العزيز العلوي الحافظي، ونجيب الزروالي من التجمع الوطني للأحرار، وعبد العزيز المسيوي، والعلوي المحمدي، ومحمد البصير من الاتحاد الدستوري، ومحمد كمو من الحركة الشعبية، والطاهر شاكر من الحزب الوطني الديمقراطي..
ويذكر أن انتخابات 27 شتنبر أطاحت بسعيد السعدي الذي لم يحصل في دائرة آنفا الدار البيضاء إلا على 3404 صوت علما أن أزيد من 90 مكتبا لم يحصل فيها الوزير السابق إلا على مجموعة من الأصفار في منطقة يعتبرها أنصاره مركزاً للحداثة ومناهضي الفكر الأصولي.