صرح منظم مسابقة ملكة الجمال، مؤخراً لوكالة الأنباء الفرنسية أن حفل اختيار الملكة قد تم في سرية تامة تفاديا لردود فعل “الأصوليين” الذين سبق لهم أن أفسدوا -حسب زعمه- حفل اختيار ملكة جمال المغرب سنة 1999!! وقد أسفرت نتيجة هذه السنة عن اختيار الآنسة (دجى لحلو) من (فاس العاصمة العلمية)!!
… قبل هذا بأسابيع صرحت المغربية نزهة بوبكري أو الآنسة (نيس) لبرنامج فرنسي بعد أن التقطت لها صور عارية خاصة بمذكرة السنة الجديدة، بأن الإسلام لا يحرم ما قامت به… لأنه يعطي لكل واحد الحرية في أن يتصرف كيفما شاء في نفسه وذاته شرط ألا يضر بالآخرين!! وبين هذه وذاك خيوط متصلة متشابكة تنسجها في السر والعلن خلية مستيقظة من جنود الشيطان لايتصدى لها قانون إنساني، ولا ميثاق أممي ولا شرعية دولية ولا تطالها مضايقات ولاتعسفات ولا مصادرات.. فقد خلا لعناكبها الجو لتنسج ما تشاء حول الجسد الانثوي مادام هذا الجسد صكا يؤدي إلى الغفران والفوز برضى قوى الاستكبار العالمي.. وطريقا لتطويق الأفعى للمحافظين من الشعوب..
وبين ذاك الذي يستخفي من الناس ولا يتسخفي من الله وتلك التي لاتستخفي من أحد.. تظل المفاهيم ضائعة والمصطلحات فضفاضة.. فالفاحشة تسمى حرية، والدفاع عن النفس يدعى إرهابا… وتركيع الشعوب يلقب شرعية دولية.. والنخاسة تعتبر عصرنة وحداثة.. والعنف إذا كان من الحداثويين فلا بأس به وإن استهدف جسد الإنسان وكرامة الإنسان الذي فضله الخالق.. وفي المقابل يصبح الالتزام بلباس التقوى في بعض بنود مؤامرة (بيكين) عنفا يمارس ضد حرية المرأة وجسدها!!!
الآنسة (نيس) مقدمة برنامج الأغاني بالقناة (5) مفتية العري والإباحية قالت كلمتها الفصل وجزأت الإسلام بحسب هواها وادعت أن الناس في أوروبا لا يعرفون الإسلام.. ويفضلون الحديث عن إسلام المتطرفين!!! وحدها (نيس) تعرف الإسلام الذي يدعو إلى التفتح ولا يتدخل في الصغيرة والكبيرة
صحيح أن في هذا الدين القيم مجالا واسعا للحرية الإيجابية التي لا تهدر حق مظلوم ولا تسطو على مال كادح ولا تستنفذ طاقة عامل، ولا تستغل جسد إنسان، ولاتهتك عرضا ولا تمرغ كرامة في الأوحال، ولا تسترق شعبا ولا تريق ماء وجه على أبواب المستكبرين من أجل غرض دنيوي زائل.. أما تلك الحرية السلبية التي تحدثت عنها الآنسة (نيس)… أو ذلك القيد الذي يشد الإنسان إلى آلة الطواغيت ويمرغه عند أعتاب الهوى فيبيع دينه بدنياه وآخرته بأولاه فإن الإسلام لا يعرفها -كما تعرفها (نيس)- والمسلم الحق لا يطلبها لأنها أخت لحرية قوم لوط ومرادفة للعبودية والذل والتبعية والخروج عن فطرة الله…
فهل يأتي على الطاعمين من فضلات الغرب يوم فيعتبرون من صروف الحياة وحتمية زوالها.. فالجاه يذوي والشهرة تخبو.. والأجساد تَبْلَى والجمال يَفْنَى والوجوه تنمحي وسامتها تحت التراب والقدود الممشوقة تغدو عظاما نخرة ومرتعا للهوام.. والشعور المصففة تضحى منفوشة في أغوار الطين.. واللحوم المصقولة تصبح -على نتانتها- وجبة سائغة للديدان أضعف خلق الله..؟
وهل يغني (نيس) وأمثالها من الإباحيين مذكرة زاهية أو نظرة معجبة أو تصفيقة حارة أو حفنة مال زائل أو فضلة من مائدة السدنة والأسياد؟
وهاهم يزعمون بأنهم لا يضرون الآخرين وأعظم الأضرار أنهم -باسم الحرية يهتكون الأعراض ويُبْدون السوءات ويشيعون الفاحشة ويطبّعون مع المنكر، ويهدرون أموال الشعوب ويفسدون النفوس ويخربون الأسر ويصدون الناس عن الطريق المستقيم ويقدمون القدوة السيئة للناشئة، ويحيلون الباطل حقا والحق باطلا.. ثم يكذبون على الله ويحاربون أولياءه..
… هل تلتفت الأمة ويأتي عليها يوم تُتَوّج فيه الأمّ المضحية والزوجة الصالحة والخادمة المخلصة والقاضي العادل والأستاذالمتفاني والابن البار والمو ظف النزيه.. وترفع للأخلاق لواءً وتعقد فوق رؤوس الفضلاء تيجان حُبِّ وتجهد في تكريم المستحقين والمتسحقات من أبنائها وبناتها؟.. ولاتسدر غاوية مغوية وراء طرف كحيل أو خصر نحيل آيليْن إلى شيخوخة فزوال.. مسؤوليْـن عما عملا فيما سُخرا.. وهل ينتبه أبناء الأمة إلى المؤامرات التي تحاك ضدهم لهزمهم وإضعاف شوكتهم وغسل أدمغتهم واستئصال شأفتهم ليسهل ركوب (الأغيار) من لدن لوبيات التجهيل والتخذير والتفسيق والتحرر؟.. وهل ترضى بنات هذه الأمة المجيدة أن يكون شرفهن الشّرك الذي تُصطاد به هوية هذه الأمة مقابل حُطام تذروه الرياح؟
وأخيرا أقترح على أذناب الغرب أن يُنصفوا أنفسهم ويستبطنوا ذواتِهم فلعلهم واجدون في القبح ما يجب أن يُجْلَى ويُنْتَخَب.. وسيجدون فعلا الأظلم والأكذب والأفسق والأجحد لنعم الله والأقل حياءً.. فهل ينتخبون من بينهم سادةً للقبح عساهم يرشدون ويُهدَوْن إلى معنى الجمال الأنقى والأبقى.. وسبحان الله.. له في خلقه شؤون!!
ذة. أمينة المريني