أكدت مصادر المجاهدين الشيشان في الأسابيع الماضية مقتل القائد الميداني خطاب على إثر سم دس له في الطعام.
وبهذا الحدث يسدل الستار على سنوات حافلة قضاها خطاب (واسمه الحقيقي ثامر صالح سويلم) في حرب الشيشان من أجل الاستقلال ضد العدو الروسي في الشيشان وقبل ذلك قاتل إلى جانب المعارضة الإسلامية الطاجيكية خلال الحرب التي شنها النظام الشيوعي عام 1992م، كما قاتل إلى جوار المسلمين الأذريين في نزاعهم مع أرمينيا على إقليم ناجورنو كاراباخ (1988م-1994م) وسبق أن شارك في القتال ضد الغزو السوفيتي لأفغانستان من عام 1979 حتى عام 1989م.
وكانت أسرة خطاب قد أكدت أنه توفي بعد خمس دقائق من فتحه رسالة مسمومة نهاية الشهر الماضي. وينتمي خطاب وهو من مواليد 1969 بمدينة عرعر شمال السعودية لأسرة تنحدر أصولها من نجد وهاجرت إلى منطقة الأحساء، ومن ثم انتقل والده إلى مدينة عرعر في المنطقة الشمالية حيث ولد خطاب، ثم انتقلت أسرته إلى المنطقة الشرقية بمحافظة الخبر، وله من الإخوة خمسة، و ترتيبه الخامس بين إخوته، بالإضافة إلى أختين من والدته السعودية الجنسية من أصل تركي.
كان خطاب قد وصل الشيشان عقب انتهاء الحرب الشيشانية الأولى عام 1996م وشكل مع شامل باسييف فصيلا من المقاتلين خاض - وما يزال - القتال ضد الغزو الروسي للشيشان.
وكشف الأخر الأكبر للمقاتل الشهيد “خطاب” الذي استشهد في الشيشان مسموما، أنه كتب وصيته قبل وفاته وهي تتضمن تسع نقاط رئيسية، طالب بتعميمها على الشباب الإسلامي. وقال الأخوان منصور وزياد سويلم اللذان واصلا تلقي التعازي في منزلهما في حي الدانة في الدمام بالسعودية، إن وصية “خطاب”، هي عبارة عن تسع نصائح للشباب الإسلامي. وهي الآتية كما وردت في الوصية:
1- الذي لم تكسبه صديقا لا تكسبه عدوا.
2- عدم التدخل في القضايا الداخلية للناس إلا بالإصلاح.
3- القتال دائما مع الكفر البواح (الصريح).
4- لا تقم الجهاد في مكان إلا إذا تبناه أهله.
5- استشارة العلماء الأفاضل وأهل الحكمة والخبرة بشكل دائم، والابتعاد عن الاجتهاد الشخصي قبل أي عمل.
6- أقرأ عدوك ولا تستهن به واختبر رد فعله أولا.
7- استخدم عنصر المفاجأة واستغل نقاط ضعف عدوك.
8- استعن بأهل الكفاءة ثم الأصدقاء، بعد الإعداد المتقن.
9- الابتعاد عن التحزب ونبذ الفرقة واتباع السنة والبعد عن الترف والعمل لنصرة هذا الدين.
وقد أعلن مجلس الشورى العسكري في جمهورية الشيشان أنه عين أبو الوليد قائدا للمقاتلين العرب في الشيشان خلفا لـ”خطاب”. وقال موقع الشيشان على “الأنترنت”: “نسأل الله أن يجعله خير خلف لخير سلف”.
قالت مصادر إسلامية -كما نقلت الشرق الأوسط في عددها 8570- في لندن “إن أبا الوليد هو من أصول عربية خليجية من الغيورين على الإسلام، وأضافت أن الرسالة المسمومة التي تلقاها خطاب وأدت إلى مقتله كانت أصلا رسالة عادية مرسلة من أبو الوليد، لكن عملاء المخابرات الروسية اعترضوها في الطريق، وقاموا بتسميمها.