… كلما اقترب موعد الانتخابات في بلادنا، كلما زاد السعار والنباح وقلة الحياء لبعض الاقلام والمنابر الاعلامية المشبوهة.
والغريب في الأمر أن هذا السُعار الهستيري يتصاعد في اتجاه و احد، وهو اتجاه ا لدين والقيم الأخلاقية السامية لهذه الأمة، حتى ليبدو أن القوم مقبلون على حملة انتخابية ضد الدين والقيم المتبقية في هذا المجتمع، وحُقّ لهؤلاء السُّفهاء أن يستهزؤوا بالدين وبقيمه السامية، فليس في البلاد من يُلجمهم، فالدين عندنا أصبح مستباحاً لكل عقور ينهش فيه كما يشاء ومتى شاء دون حسيب ولا رقيب، وإلا فأين هي المجالس العلمية وأين هم علماء الأمة ومفكروها المدافعون عن عقيدتها؟ فلماذا لا يتابع أحد من السفهاء ممن يستهزئون بالدين وبرموزه كما يتابع ويُشهر بالصادقين والغيورين على هذا الدين.
وأغتنمها فرصة لأتحدّى كل سفيه يستهزئ بالقيم أن يتجرأ على سب مسؤول حكومي صغُر شأنه أم كبر تماماً كما يستهزئ وبسب الرسول صلى الله عليه وسلم أو أحد رموز هذه العقيدة؟
قلت هذا السُعار المحموم بدأ منذ مدة وذلك من خلال :
1- سب رسول الله صلى الله عليه وسلم نهاراً جهاراً على أمواج الإذاعة الوطنية والصحافة الممسوخة.
2- التشكيك والاستهزاء بمصداقية الإمام البخاري رحمه الله الذي أفنى عمره كله في جمع الأحاديث وتنقيتها من الشوائب والموضوع، حتى جمعها رحمة الله عليه في كتاب (صحيح البخاري) وهو أصحّ كُتب الحديث باجماع العلماء منذ ما يزيد عن 14 قرناً، الى يوم القيامة رغم حقد وسفاهة السافهات والسفهاء…
3- الوشاية بالأئمة والخطباء الصادقين والتحريض عليهم من خلال التلفيق والاختلاف والكذب في حقهم، والتشكيك في وطنيتهم، والله يشهد أنهم أصدق وطنية وغيرة على هذا البلد من كثير من الناعقين والشامتين والانتهازيين المعروفين بخياناتهم وتواطئهم مع أعداء الأمة قديما وحديثا، وسوف يأتي اليوم الذي تتجلى فيه الحقائق ويفتضح أمرهم أمام الناس.
4- التحريض على الجمعيات الاسلامية والتشكيك في الخدمات الكبيرة التي تقوم بها لرفع المعاناة عن فقراء هذه الأمة بعدما أفرغ الانتهازيون والسماسرة صناديقهم وجيوبهم وهؤلاء هم من يقف خلف الأقلام المأجورة ويشحنونها بمداد البغض والكراهية لكل ما هو أصيل في هذه الأمة.
5- التشكيك في مصير الأموال التي جُمعت لمساندة الشعب الفلسطيني من أجل بث الريبة والشك في نفوس ا لشعب المغربي الذي أبان وما يزال عن أريحية وسخاء عظيم في دعم الشعب الفلسطيني الشقيق وكل الشعوب الاسلامية المستضعفة.
6- إحداث “انقلاب” مشبوه على الجمعية المغربية لمساندة الكفاح الفلسطيني ممثلة في المُخلصين الذين قاوموا الاختراق الصهيوني بجميع أشكاله لمجتمعنا المسلم، وهذا ما أغضب بعض ا لانتهازيين والمنبطحين طمعا في بعض فُتات اللوبيات المتصهينة عندنا..
7- التهجم على أحد أكبر وأنظف رموز الفكر المغربي المعاصر، الذي قاوم الاختراق، والتطبيع الصهيو- أمريكي، ودافع عن أصالة الأمة وحضارتها.. يفعل “النّكرة” ذلك كله انتصاراً للفكر الانبطاحي والانتهازي، متباكيا على ما تكبدته شركتا “كوكاكولا” و”ماكدونالد” من خسائر على إثر حملات مقاطعة البضائع الأمريكية التي ما فتئ الدكتور المنجرة وغيره من أحرار هذه الأمة يقومون بها.
وبعد، فلا يسع المرء وهو يتابع هذه الحملات المسعورة ضد قيم هذه الأمة ومفكريها الصادقين إلاّ أن يتلو قوله تعالى : {ربنا لا تواخذنا بما فعل السفهاء منا}. آمين وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
ذ. عبد القادر البوكيلي