الحرب والمعارك وسفك الدماء، وتأجج نيران الحقد والغضب والعداء، هو أهم ما يميز سياسة النظام الدولي الجديد بزعامة أمريكا.
وفي ظل هذه الأوضاع السائدة نقف قليلا مع ما قرره الإسلام من رحمة الحيوان فضلا عن الإنسان.
إن رحمة البهائم كرحمة الإنسان، فرحمة الحيوان هي أثر من الإيمان الذي يملأ القلب بصفات البر والخير والإحسان، فيهب منه فيض من العطف والحنان يشمل المخلوقات قاطبة، ويسع الموجودات عامة، و بذلك تتهيأ النفس لعفو الله ورضوانه، وجناته ومغفرته، قال الإمام البخاري رضي الله عنه: باب رحمة الناس والبهائم: عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: >بينما رجل يمشي بطريق اشتد عليه العطش، فوجد بئرا فنزل فيها يشرب ثم خرج فإذا كلب يلهث يأكل الثرى من العطش، فقال الرجل: لقد بلغ هذا الكلب من العطش مثل الذي بلغ بي،فنزل البئر فملأ خفه ثم أمسكه بغيه فسقى الكلب، فشكر الله له فغفر له<، قالوا: يا رسول الله وإن لنا في البهائم أجرا؟ فقال: >في كل ذات كبد رطبة أجر<.
إن الرحمة والرفق بالحيوان يعتبر في الإسلام من أهم الطاعات والقربات التي تغسل الخطايا والذنوب، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : >إن امرأة بغيا رأت كلبا في يوم حار يطيف ببئر، وقد أدلع لسانه من العطش، فنزعت له موقها: أي ملأت له خفها من البئر: فغفر لها به<(رواه مسلم). فهل يستطيع الإنسان أن ينال اليوم ما ناله الحيوان بالأمس من الرفق والرحمة، وهل يسعد بانتهاء هذه المجازر الوحشية التي يذهب ضحيتها الآلاف من ا لبشر؟ أم ستبقى المصائب ما دام الإسلام غائباً، فالويل لزعماء الشر والدمار، فسنة الله أن الجزاء من جنس العمل فرحمة الإنسان والحيوان تستمطر بها رحمة الله، جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم *فقال: يا رسول الله إني لأرحم الشاة أن أذبحها، فقال صلى الله عليه وسلم : >إن رحمتها رحمك الله<( رواه الحاكم) ومفهوم مخالفة النص أن من عذب الإنسان والحيوان عذبه الله، وأخزاه الله، وأبعده الله.
عبد الحميد صدوق