عجبا لوزراء التربية الوطنية، فبدل أن يصبوا اهتمامهم على ما أنشئت هذه الوزارة من أجله وهو تربية النشء، ويسهروا على إيجاد برامج تتماشى مع خصوصيات بلدنا الدينية والقومية والاجتماعية والسياسية، يكتفون بترجمة ما توصل إليه الغرب لإنشاء أجيالهم على حسب حاجيات مجتمعهم، ولا يجدون هما يصبون عليه اهتمامهم إلا الحركة الانتقالية والحركة الإدارية، حيث يجتهد كل وزير بتغيير معايير التنقيط وطرق إنجاز الحركتين، حتى كدنا – مع حكومة التغيير – أن نفاجأ كل سنة بسلم تنقيط جديد.
زيادة على أن حكومة “المرأة ” الحالية أعطت اهتماما كبيرا لهذه الأخيرة وحرمت الرجل من كل مصالحه وصرفتها من أجل المرأة، بل حتى إن حكومة التغيير هذه أرادت أن تغير حكم الله والنص القرآني الصريح من أجل إرضاء المرأة، والمرأة المغربية منها براء.
فعلا، في عهد حكومة التغيير تغير كل شيء:
- كنا نتوصل في زمن الحكومات السابقة بكل القرارات والوثائق التي تهمنا كموظفين في الدولة بانتظام وفي آجال معقولة، بينما الآن، وفي ظل حكومة التغيير، لم أتوصل أنا شخصيا بأي قرار ولا وثيقة تحدد وضعيتي الإدارية، ولا أعرف أحدا توصل بها منذ تقلدت حكومة التغيير مقاليد السلطة التنفيذية.
وفي ظل الحكومات السالفة، كنا متساوين أو شبه متساوين مع المرأة في الحركة الانتقالية والإدارية، بينما أصبحنا مع حكومة المرأة نطالب بالمساواة معها، خصوصا في الحركة الانتقالية – الهم الوحيد للوزارة – حيث أصبحت تعطي المرأة الأولوية المطلقة، حتى على المرضى الذين يعانون من مشاكل صحية، وأنا أحدهم.
وكنا نتوصل بنتائج الحركة الانتقالية قبل نهاية السنة الدراسية، ومع حكومة التغيير أصبحنا لا نتوصل بها إلا متأخرة مما ينعكس سلبا على رجل التعليم، خصوصا الذي يعمل بعيدا عن موطنه الأصلي. أما هذه السنة، فقد زادت الوزارة في الطين بلة وفسادا، فلا حول ولا قوة إلا بالله.
نعم، لقد تغير كل شيء من الأحسن إلى الأسوء، مع أشخاص كنا نعقد عليهم آمالا كبيرة في تغيير حقيقي وجذري نحو الديموقراطية وحقوق الإنسان، فخيبوا ظننا فيهم.
ومنهم من كان يصرخ في البرلمانات السالفة بأعلى صوته، وينادي بالزيادة في الأجور وبرفع الحد الأدنى منها، فلما تسلم حقيبة الأموال غض بصره عن الأجور وعن الحد الأدنى منها، وأصبح يشكو ويعتذر، فانطبق عليه قول الله تعالى: {ومنهم من عاهد الله لئن آتانا من فضله لنصدقن ولنكونن من الصالحين، فلما آتاهم من فضله بخلوا به وتولوا وهم معرضون}(التوبة : 75 و 76)
فحسبي الله ونعم الوكيل في حكومة التغيير هذه، حكومة المرأة، بل حكومة تمييع المرأة.
محمد رفيق