صوت مبحوح لا يجدي نفعا لشعب مجروح


اشتعلت الأوضاع بالشرق الأوسط ودخلت منعطفا خطيرا يشكل أصعب مرحلة في الحرب الضروس المفروضة على إخواننا في فلسطين،حيث إن آلة الحرب الصهيونية تتصرف بحرية في مصير شعب يطالب بأرضه المغتصبة، وشارون بنفسيته الدموية يرد على الطلب المشروع والحق المغتصب بالدبابات والجرافات وطائرات – ف 16-الحديثة والمتطورة.

ومع ذلك فشعبنا يرد على الاعتداء بعمليات جريئة جعلت العالم يستغرب ويومن بقوته ،عمليات زرعت الرعب في نفوس كل الإسرائليين،عمليات استشهادية شبه يومية، وأبطالها شباب في مقتبل العمر، حتى الفتيات وقعن هذه المبادرة. شارون يقتل وهو واثق من أنه لن يحاسب، وهذا يؤكد أن الجلاد يحتمي بجهات أخرى وعلى رأسها الحليفة التقليدية واشنطن. هذا أمر أصبح يغضب الحلفاء في أروبا والخليج وحتى داخل الولايات المتحدة نفسها. أصوات تتعالى بالشجب والإنكار في عدة أنحاء من المعمور. لكن هذه الأصوات الصادقة والتي نشكر شعوبها على هذا الاعتراف الذي كان من المفروض أن يحصل منذ زمن حتى نتفادى ما يحصل اليوم،والعرب لا يهتمون بعمق الموضوع ويدعون شارون للتوقف الفوري عن انتهاك الأعراف والقرارات والنداءات الدولية. وتذهب المبادرات أدراج الرياح ،والبيت الأبيض صامت ، والصمت علامة الرضى، فلا داعي لإشعار بوش لأنه يعرف حق المعرفة كل ما يصنعه شارون.

إن الصحافة الدولية بدورها لم تنج من غضب السفاح، وكلنا شاهدنا صحفيا يصور بيد واليد الأخرى مرفوعة أمام الجنود الإسرائليين كدليل على الخوف من البطش  والتنكيل. لماذا لا يخاف شارون من كل العالم؟ هل هو مجنون؟ طبعا لا. إنه يقتل بموافقة اللوبي الصهيوني الجاثم على اقتصاد أمريكا ودول العالم. أكبر رئيس في العالم يصمت أمام أمر يدعو بإلحاح للصراخ ولإدانة الإرهاب الحقيقي. لم يعد يخفى هذا على مثقف أو جاهل في كل الدنيا. لنتعامل مع لأحداث بواقعية ،لأن الكارثة بدأت وبحدة تنذر بالدمار الكلي على المنطقة بأسرها، شارون بأعماله الوحشية يجعل دول المنطقة تدخل في حرب عرقية خطيرة. وإن دل هذا على شيء فإنما يدل على خطة جديدة من ورائها أهداف بدأت ترسل رائحتها على الساحة. ليست فلسطين وحدها المستهدفة، ولكن هناك نار تحت الحطب وشارون العبد المسخر لهذه الخطة قد يعرف نهاية أليمة وهذا أمر  مفرغ منه طبعا. لأن الله يمهل ولا يهمل. ولابد للظالم من جزاء ذات يوم.

إن الحالة الراهنة تتطلب أكثر من المظاهرات وعلى الأمم المتحدة كهيئة دولية أن تتحمل كافة المسؤولية عما يجري بالأراضي المحتلة. وعلى أمريكا أن تتفهم النكبة بصفتها كما تدعي القوة التي توقف الاعتداء وتطارد الإرهاب. قد يبدو الأمر مضحكا: حينما  دمرت أفغانستان بحجة البحث عن أسامة بن لادن. وهي أمام أكبر إرهابي في العالم الذي هوشارون ولا تستطيع أن تقول له كفى، على الأقل قد تخسر أمريكا ثقة العالم بها وبما تدعيه عن قضية الإرهاب.

نسأل اليوم الرئيس بوش : هل حقا يكافح الإرهاب؟ هل شارون ليس إرهابيا؟ كفانا انخداعا بالمسرحية الطويلة المملة التي كلها قتل ودمار. لابد من حل عاجل، كيف وبأية وسيلة؟ لقد أصبحت الوضعية تدعو للتدخل بكل الوسائل لتضييق الخناق على الآلة العبرية حتى تقف دون شرط أو قيد. يكفي الآن لقد طال التنديد ولم يفلح. لقد اسودت صفحات التاريخ  وأغرقها شارون في بحر من دم طاهر بريء. دم الأطفال  والنساء والشيوخ وحتى الأشجار  والحقول تتعرض للإبادة.

بوصف لحسن

اترك تعليقا :

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

يمكنك استخدام أكواد HTML والخصائص التالية: <a href="" title=""> <abbr title=""> <acronym title=""> <b> <blockquote cite=""> <cite> <code> <del datetime=""> <em> <i> <q cite=""> <strike> <strong>