عرف العالم العربي محاولات هامة كانت بدايتها تبشر بالخير والتفاؤل في ميادين الاختراع ولاسيما في صناعة الفضاء وفي مقدمة ذلك : صناعة الطائرات والصواريخ والقمر الصناعي وكذلك في صناعة الأسلحة، غير أن أمل العرب أصيب بخيبة كبيرة عندما توقفت مصر التي كانت تستعين بخبراء كبار من ألمانيا وتتعاون مع الهند التي انطلقت إلى أن أصبحت دولة فضائية ونووية، واشتغلت بإزالة آثار العدوان سنة 1967م وقد أعادت مصر الكرة من جديد عندما أنشأت بالتعاون مع السعودية والامارات العربية وقطر الهيئة العربية للتصنيع، وكانت البداية قوية وواعدة كما يقول الدكتور محمد بهي الدين عرجون (ابن العلامة الأزهري صادق عرجون) وبرزت من مصانع الهيئة مصنع الطائرات ومصنع المحركات ومصنع الالكترونيات وعدد من شركات الانتاج مثل الشركة العربية البريطانية للخدمات (الهيلوكبتر).. أما أبرز ما تنتجه الهيئة فيتمثل في المدافع الثقيلة وصواريخ عين صقر (م/ط) وصواريخ تاو وتجميع طائرات أيضا بالتعاون مع فرنسا إلى غير ذلك، غير أن هذه المحاولة تأثرت تأثراً سلبيا كبيراً بعد اتفاقية كامب ديفيد بانسحاب الأطراف العربية الأخرى..
ويقول أحد كبار الخبراء المصريين في مجال تصنيع الطائرات والصواريخ إن ما كانت مصر تريد تحقيقه في بعض الأجهزة الهامة للطائرات استطاعت كوريا الجنوبية وعصابة القردة والخنازير أن تحققاه، وبقيت مصر جامدة في مكانها..
نعم استطاعت مصر أن تمتلك القمر الصناعي (نيل سات) للبث التلفزيوني ولكنها امتلكته بطريقة “تسليم المفتاح” ومما يبعث على الأسى أن مصر التي كانت أمل العرب تعيش في خانة الدول المتخلفة ولا تزداد إلا تخلفاً، ومأساة قطار الفقراء ومصادرة حرية الرأي والقمع المسلط على العناصر والمنظمات المخلصة بعض مظاهر ذلك. وما أظن أن ” مصر الثورة” كانت امتلكت الصواريخ والأسلحة الفتاكة لتتجنب إيذاء بعض الدول العربية لأنها آذت كثيراً الشعب اليمني باعتدائها الفظيع عليه كما عانى الجيش المصري بل والشعب نفسه ما عانى وكانت الحصيلة هزيمة 1967م كما آذت المغرب بمؤازتها لنظام بن بلة في الحرب بين الجارتين الشقيقتين إذ كان الأحرى بها أن تكون كالشقيق الأكبر يصلح بين أخويه.
وقد رأينا العراق الذي كان يمتلك أسلحة الدمار الشامل أنه لم يستعمل تلك الأسلحة لإيذاء دولة المسخ والشر بل هاجم شقيقته الضعيفة الكويت مما جر عليها وعليه وعلى العرب والمسلمين من الويلات ما لا تنتهي إلى الآن. أما الجزائر الثورة فقصة صناعتها الثقيلة وصناعة الصواريخ فأمر يدعو للأسى والضحك.. فقد كان حكام الجزائر أغراراً خياليين مغفلين إن لم نقل إن بعض الأجهزة كانت تتآمر مع الأجانب لنهب ثروة الشعب الجزائري باسم التقدم التكنولوجي وقد نعود للحديث عن “مشروع صناعة الصواريخ بالجزائر الذي كان من أكبر الفضائح التي أحكموا تطويقها حتى لا تتسرب أخبارها إلى الشارع.
وحتى لو صنعو شيئا من ذلك لكان ميدان إطلاقها بكل تأكيد جيران الجزائر وفي مقدمتهم المغرب!!
د. عبد السلام الهراس