لقد أكرم الله تعالى الفلسطينيين وأسكنهم أرض بيت المقدس، وأكناف بيت المقدس، هذه الأرض التي ليست ملكا للفلسطينيين وحدهم. بل هي حق ديني وإرث حضاري للعرب والمسلمين، ماضيا حاضرا ومستقبلا، ولهذا فإن قضية اغتصابها ليست قضية فلسطين وحسب. إنما هي قضية العالمين العربي والإسلامي، وهذا يعني أن المشروع الصهيوني يهدد كل عربي ومسلم في هذا العالم، ولا بد أن يدفعنا كل هذا إلى وجوب الدفاع عن هذه الأراضي المقدسة التي مر بها أنبياء كثر. هذه الأراضي التي أسري إليها خاتم النبيئين والمرسلين وحامل الرسالة السماوية سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم. قال تعالى: {سبحان الذي أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى} .
بدأت نكبتنا كعرب وكمسلمين يوم وجدنا أراضينا تعيش تحت الانتداب البريطاني قبل عام 1948 . هذا الانتداب قام بفتح أبواب فلسطين للهجرة اليهودية وعمل جاهدا على استعمار أكبر قدر ممكن من الأراضي لتسليمها إلى المنظمات اليهودية. وفي الآن نفسه سعى إلى القضاء على تنظيمات المقاومة الفلسطينية التي وقفت بوجهه ووجه المشروع الصهيوني، ليس هذا فقط بل هناك ما هو أبشع بكثير مما سبق فقد تم تدمير أكثر من 500 مدينة وقرية. وطرد حوالي 800 ألف مسلم فلسطيني في نفس السنة. وما زالت القوات الإسرائيلية تعلن الحرب علينا ، والحط من قيمنا، بممارستها لأبشع أنواع العنف والإرهاب في حق الفلسطيني ألأعزل. وتنفيذها لبرامجها بكل حزم وإصرار، وتجاهل واحتقار. وتعارض كل صوت رافض للتقتيل وإقامتها للمستوطنات الجديدة وتوسيعها للقديمة وتدميرها للمساجد والمنازل بهدف إجبار أصحابها على مغادرة موطنهم الأصلي قاصدين أماكن مجهولة بحثا عن عيش آخر إضافة إلى اتباعها سياسة الاغتيالات في حق الحركات التي تقوم بعمليات استشهادية قصد الدفاع عن النفس و رد الظلم. هذا يحصل ولا أحد يسمع رغم مرور أربع وخمسين سنة على هذه المأساة.
فأين من يرفع السلاح بوجه السفاح شارون سفاح صبرى وشتيلا (1982) وسفاح جنين ونابلس و..سنة2002؟
بوش قاتل أطفال العراق وأفغانستان؟!
أين من يسمع صرخة الطفل الفلسطيني الذي يطالب بالنجدة؟ أين من يأبه لدينه وعرضه وعروبته؟
لا يوجد
- انتفاضة الأقصى: أتت لتدخل الرعب داخل كل يهودي يعيش بفلسطين والقدس. وتذكرهم أن لهذه الأراضي أهل. انتفاضة أثبتت عدم التخلي ولو على شبر واحد من أراضيها. انتفاضة عادت لتسمع العالم أجمع أن القدس وفلسطين موطن العرب والمسلمين. وليس لليهود بها شيء. وتظهر الوجه الخفي للمجرم الصهيوني و الأمريكي المتخفي وسط حمامة بيضاء تدعي السلام، والأمن والأمان. وتؤكد للعالم أجمع أنها قادرة على دفع الدم والأشلاء ثمنا لوعد الله بالنصر مهما طال الزمن {والله متم نُوره ولو كره الكافرون}.
< سعاد الهبري