من بعد ما صلى صلاة الغائب
نسج الفتى مقلاعه
من عزةٍ مسفوحةٍ
ودمٍ منزوعٍ وحلمٍ ضاع في وهم السلام
ها أنت تأتي من بريق هدايةٍ
رتَّلْتَها فتلقف القلب الحنين إلى زمان شعّ فيه
نور ربى
وتبددت زُمَرُ الظلامْ
يا أيها المغموس في فجر النضارة
هبني قميص العزم أرتد مرة أخرى بصيره
اسلك دروب الفجر لا خوف يشدّك
أو يثنيك حزن أو خيانه
زمزم جراحك وانطلق
افتح ينابيع انتفاضتك المضيئه
فجر طقوس هزيمتي رعداً يشق ظلام الرده
ويزرع أحلى الأشعار في رحم البشاره
وجع تمرد من مقلة أمي
وانسل من أشلاء طفلي
كان ذات صباح يسقي ثمار الحقل
جاء رصاص الغدر المقيت
وبعثر الجسد الفتي
حجر يُبعث من بين دم ودمعٍ
يمنح الأحزان بعداً آخراً
ها هو يأخذ راية الفتح المبين
فيُشرق الجرح القديم وروداً
يبايع الأمل المطل من العيون
ينهي خرافة عقمي
ويمد للنصر جسورا مروية بدموع أمي
ودماء أحبابي
يدوب أمواج الذل في ألق الشهيدْ
يشد قد التاريخ من كف طريْ
حجر توضأ بالشهادة
وهز جدع النخلة الصهباء
حتى استيقظ الطير
ما ودع الصبر الفؤاد وما قلى
إن هي إلا جذوةٌ ذاقت لهيب الكبرياء
فراحت تتدلى من عنفوان الشوقِ
تنبض في دمي
في بوح شعري
تُشعل الأحزان في غاباتِ صمتي
تزرع الصحو المفرد في جرحي
وردة تتجلى
< ذة. أم سلمى