الاطفال ينزعجون للمشكلات التي قد تنشأ بين والديهم، وعلى ذلك تقول د. بثينة حسنين عمارة استاذة علم النفس التربوي ورئيس مجلس ادارة الجمعية العلمية لتنمية وتثقيف الاسرة: ينبغي ان يناقش الاباء مشكلاتهم بعيدا عن الاطفال، وإذا كان من الضروري ان يثق الطفل في كلا والديه حتي يشب واثقا من نفسه، فإن من الحكمة الا يحاول أي من الوالدين ان يلقي اللوم على الآخر ويستطيع كل من الأب والأم بدلا من ذلك أن يشرح مشاجرته اذا علم بها الطفل دون القاء اللوم على الطرف الآخر، فيقول مثلا اننا نختلف على كذا وكذا، ولكن اذا كان كل منا يختلف احيانا مع الآخر، فليس معني ذلك أنه لا يحبه وليس معني ذلك ايضا اننا لا نحبكم.
أما كلمة طلاق فلا يصح بالمرة أن يسمعها الطفل أثناء فترات الغضب والمشاحنات لأن الاسرة بالنسبة للطفل تمثل العالم كله… ولذا فإن مجرد طرح فكرة هدم هذه الاسرة يبدو للاطفال كأنه نهاية العالم بأسره، وفي حالة التأكد من الاقدام على الطلاق يجب شرح معنى هذا للاطفال بعناية ودقة شديدة مثلا: الاطفال سوف يعيشون معظم الوقت مع امهم بينما يكون الاب قريبا منهم او بعيدا عنهم أو أن الاطفال سوف يعيشون مع الاب تبعا لجدول معين وهكذا…
وأثناء شرح الطلاق، يجب اعطاؤهم حرية توجيه أي اسئلة تجول بخاطرهم في هذا الشأن وقد توضح الاسئلة شعورهم بالذنب وانهم السبب وراء هذا الطلاق أو قد يشعرون بأنهم سوف يفقدون الاب والام معا، وهنا يجب توضيح هذه المفاهيم الخاطئة لدى الاطفال وتقديم كل ما يمطئنهم ويحقق لهم الشعور بالأمن، وكلما كانت التوضيحات هادئة وصريحة وحقيقية، كان ذلك أدعى إلى محاولة تحقيق الامان للطفل، اما ان يجر الطلاق على الاطفال مساوئ الدنيا جميعا من شد وجذب وعناد ومحاكم وغير ذلك فإن أبلغ الكلمات لا تستطيع ان تصف ما يعانيه الطفل عندئذ من تعاسة بل من كراهية للدنيا بأكملها، وترى د. بثينة أن السبب الرئيسي وراء ما تشاهده الآن من إرهاب وعنف وجرائم وإدمان هو الطلاق وما يترتب عليه من حرمان الاطفال من الحب والدفء العاطفي والنمو السليم، وهذا هو ما اظهرته الدراسات في هذا المجال، وهي تري ضرورة اعادة النظر في القوانين والتشريعات بحيث تكون مصلحة الاطفال مفضلة على مصلحة الوالدين في المقام الأول.
> ميرفت عثمان