< أخشى أن أقول، إنني الآن مسلم أكثر من قبل، ذلك لأنني أتصور أن الإسلام لمعة نور في قلب المسلم. منذ البداية حتى النهاية، ولمعة النور هذه ليست مماثلة لمصابيح الإضاءة في بيوتنا، بأرقامها المختلفة، بل هو نور مكتمل.
مع ذلك فقد شعرت خلال الفترات الأخيرة أنني أحمله في داخلي، وينعكس ذلك على سلوكي، إسلاما أكثر شدة وقوة وحضوراً، لأنه الآن يأخذ شكل التحدي، بعد هذه الهجمة البشعة التي أطلقت ضد الإسلام، ومن منابر مختلفة، ودول مختلفة، كأنها جوقة كانت متربصة وجاءها الإذن، أو ارتفع عنها موقف المنافقة والتظاهر، فإذا هي تكشر عن أنياب الوحش ا لكامن في الغرب، الخاضع لعقليات صليبية متشنجة، والمؤتمر بأوامر الصهيونية الاسرائيلية.
خرج العدو من مكمنه، فإذا الإسلام متهم ومتهم، والمسلم مطارد، والدول الإسلامية مهددة، وقد يكون في نية العدو أن يطالها بالجزية وبالفدية والدية.
كنت مسلماً واحداً، فإذا أنا الآن، أمام هذه الهجمة الصليبية المتغطرسة، قد أصبحت أمة إسلام.
وإذا كان إخوة لنا في أمريكا وكندا وبريطانيا واستراليا يحلقون لحاهم، وفتياتنا ونساؤنا ينزعن الحجاب تقية، فإنني قد أعطيت الحرية للحيتي، وأقنعت أخواتي بالحجاب، إذ لم تعد اللحية مجرد شعر إضافي نابت في الوجه، بل أصبحت خطابا وموقفا ورمزا ومكابرة ورفضاً للإرهاب الذي أطلقته التصريحات والممارسات أمريكية وفرنسية وإيطالية وكندية واسترالية وبريطانية وإسرائيلية بطبيعة الحال.
كنت أسلم كما أرجو. وأنا الآن أجعل الإسلام خبزي اليومي، والعين التي أبصر بها، والهواء الذي أحيى به. لقد عرفت أنه الدين الذي يؤكد أناي وهويتي ومحياي ومماتي وكرامتي وحقوقي، وزادي وسندي في المجابهة والمواجهة والتحدي. وها هي لحيتي لم أطلقها إلا قبل أيام، وسأركب بها الطائرة إلى بلاد كل شياطين وأبالسة الأرض في رحلة العمل التي تواقتت معها، ولن أمارس التقية أو أحاول دفع التهمة، فالإسلام تهمة أعتنقها وأعترف بها وأرجوها وأرجو أن أكون على قدرها ومستحقا لها.
لم أكن متطرفاً في أي يوم، لكنني أمام هجمة المتطرفين في بلاد الغرب، وما أبانوا عنه من روح عنصرية وعقلية صليبية، أعلن بكل فخر أنني مسلم متطرف، ولن ترهبني غطرسة القوة.
- سعد (العلم 26 دجنبر 01)