بثت قنـــــاة (الجـــزيرة) يــــــــــوم 02/01/2002 الحلقة الأولى من برنامج (إشراقات) الذي تقدمه الصحفية كوثر البشراوي، وكان موضوعه : الإعلام العربي وتضمن المحاور التالية :
- موقع الإعلام العربي في ظل الفوضى التي يعيشها
- المرأة في الإعلام العربي
- إعلام القمار وسيطرته على الفضائيات العربية
تقــديــــم : كــوثـــر البشــــراوي
من رحلة الشتاء في لندن إلى رحلة الصيف هنا في الدوحة يستمر الرحيل المزمن بحثاً عن المضيء والمشرق في الساحة الثقافية العربية. ومع هذا الرحيل يحمل المرء نفس الحيرة ونفس التساؤلات ونفس الهاجس. لن أقول ماذا بعد السهرة المفتوحة ولن أقول ما هو المتوقع من برنامج إشراقات، أريد اليوم أن أطرح أسئلة أكثر من هذا وذاك. الإعلامي العربي هل هو مجبر على العزف ضمن أوركسترا عالمية واحدة حتى وإن كان المكتوب والمبثوث مجرد نشاز؟
الإعلامي العربي في زحمة القنوات العربية ومع الفرص العديدة التي تتاح أمامه طبعاً لكي يتنقل من قناة إلى أخرى، هل يحظى بدور رسولي توعوي إصلاحي في صلب المجتمعات العربية أم أنه مجرد كاتب عمومي، كما قال أحد زملائي في (الجزيرة) هو فقط أداة ينفذ ما يطلب منه. أسئلة وأسئلة محيرة فعلاً.
مع مطلع القرن الحادي والعشرين تحتل القنوات الفضائية العربية موقعاً صارخاً في الأقمار الاصطناعية إذ يفوق عددها أربعاً وثمانين محطة وهو رقم قياسي مرشح للزيادة إلى الضعف في السنوات القليلة القادمة أمام إغراءات المدن الإعلامية وتطور تكنولوجيا الإعلام وتبسيطها إضافة إلى تزايد أطماع القوى العالمية في المنطقة العربية ومستقبلها.
هذه القنوات جميعها تتوالى قذف ذهن المشاهد الذي يسمَّر أمام الشاشة مدهوشاً بما يأسر البصر والألباب دون أن يعطى الفرصة لقراءة متأنية لما يرى أو لتفكير عميق به.
سهل جداً على أي إعلامي أن يتنقلمن قناة إلى أخرى وسهل جداً على أي إعلامي أن يطل على الجمهور العربي أينما كان فزماننا فعلاً هو زمن الريموت كنترول.
سهل جداً على أي إعلامي أن يكسب لقمة عيشه لكنه صعب جداً على أي إعلامي أن يفهم بالضبط ما يحدث في الساحة الإعلامية العربية اليوم.
سهل جداً أن يتجرأ أي إعلامي ويطرح أي موضوع، أي ملف، أي قضية وصعب جداً بل -لكي أكون معتدلة في هذا الرأي- نادرٌ جداً أن يفتح إعلامي ملف الإعلام ويبحث في الخلل في الإعلام نفسه، عن الخلل في جهاز الإعلام نفسه. لم يسلم أحد من لسان الإعلاميين وكأنهم المصلحون الوحيدون في هذه الأزمة، ولكن يتهرب دائماً هذا الإعلامي من النقد وتتهرب أجهزة الإعلام من النقد.
هذا هو موضوعنا أيها الإخوة الأعزاء ضمن الحلقة الأولى والحلقة الثانية أيضاً عن القنوات العربية المرئية إلى أين تتوجه؟ ما الخلل فيها؟ ما الخلل في صانعيها؟ وما هو المرجو منها في إطارهذه الفوضى التي نشهدها في الإعلام والتي تتأرجح بين ظاهرتين: الإثارة الحسية أو الكابريهات المفتوحة وبين ظاهرة الإثارة الكلامية أو ما يسمى على لسان البعض بصراع الديكة.