بعدما كنا نقضي بعض الأيام مع برنامج “بصراحة”، ها نحن مع العهد “الحلم” نقضي ليالينا الرمضانية وغير الرمضانية مع نسمات نسيمة “بوقاحة”.
صراحة ثم وقاحة، هكذا يشق بلدنا الأمين طريقه صوب العهد “الحلم” الذي اتّحدَتْ فيه “الزرواطة” مع “الوقاحة” ليمارس كل منهما على هاته الأرض لعبته، ودائماً وراء ستار “الثقافة” وستار (الديموقراطية؟!) فلا داعي لأن نرفع شعارات فضفاضة تستهجن هذا الشعب المغلوب على أمره..
لقد مرّ إذن رمضان عهد “الحلم” عهد الترفيه والرقص والغناء، وكل من خرج عنه وراودته فكرة الوقوف أمام وزارة المالية والاقتصاد، لن يذوق إلاّ طعم العصا، فبعدما كان شعار هؤلاء البارحة “الخبز للجميع” أصبح اليوم “الزواطة للجميع” و”العصا لمن عصى”.. ولكم في رجال ونساء التعليم العبرة، فبعدما كاد المعلم أن يكون رسولاً أصبح المعلم أمام وزاراتهم “الموقرة” مكسوراً، ومسفوكاً دمه ومنتهكة حقوقه، ومدوسة قيمته، فلا نستغرب إن نزلت “نسيمة” من قمة برنامج “بصراحة” إلى دَرَكِ “السهرة لكم” بل “عليكم” بوقاحة، ولا تجعلوا أنفسكم عرضة العصا، وارقصوا على أنغام “بوقاحة” و”انغموتاي” وابتلعوا أصواتكم وإياكم والوقوف عند باب أي وزارة…
وها هي “نسيمة” 2M تحييكم في عامكم الجديد بـ “رقصة الشمعدان” تدخل بيوتكم وتلقي عليكم تحية العام الجديد “Bonne Année” لترغمكم على الوقوف والقيام بنفس الرقصة..
هذه هي ثقافة وإعلام العهد الحلم، ثقافة تعْلَقُ بحُلُوقِنا غُصّة لا نَقْوى على استساغتها، فبكل وقاحة يقتحمون بيوتنا، وبكل وقاحة يصفعون مشاعرنا، وبكل وقاحة يمزقون سِتْرَ حياء أسرنا العفيفة، وبكل وقاحة يذرُّون مِلْحاً على جرْح أمتنا ليزيد من ألمها، وبكل وقاحة يقتلون فينا الدين والعفة والهوية باسم عامهم الجديد وعهدهم “الحلم” وثقافتهم الممسوخة..
فإياكم والصراحة، فقد غَدتِ الصرّاحة سُبّةً في حق وقاحتهم، وفي حق “رقصة الشمعدان” التي غدت تملأ المكاتب والمؤسسات والشوارع، وكل يرقصها على شاكلته وإيقاعه…
ذة. نادية المديوني