الدور الخطير لوسائل الإعلام في الدعاية للخرافة والشعوذة والسحر
لقد انحرفت وسائل الإعلام المختلفة المسموعة والمرئية والمقروءة خاصة بالبلاد العربية والإسلامية عن دورها الرسالي المتمثل في التعليم والتوعية والتثقيف والدعوة و التوجيه، وأصبحت تقوم بأدوار أخرى سيئة وخطيرة ولعل أهمها الدعاية والترويج و الإشهار للفكر الخرافي الدخيل على مجتمعاتنا مثل الشعوذة والسحر والدجل والباطل.. إن معظم مختلف وسائل الإعلام تخصص مساحات واسعة للقيام بالحملات الإعلانية والدعائية للسحرة والمشعوذين والكهان الذين يدعون معرفة الغيب وقدرتهم على حل المشكلات والمعضلات العويصة الإجتماعية والنفسية وا لعاطفية.. مستعينين بالجن ومستغلين سذاجة الناس ومستخدمين أحدث التقنيات العلمية المتطورة، هذا بالإضافة إلى التشجيع الذي يحظون به من طرف الصحف والمجلات والقنوات التلفزية وشبكات الإنترنيت التي تروج لتجارتهم الرابحة وتقوم بالدعاية لأباطيلهم ومزاعمهم الخرافية الزائفة.
حكم الشرع في الدعاية للشعوذة والسحر بوسائل الإعلام
لا يخفى علينا نحن المسلمين حكم الشرع الحنيف في مثل هذه الأعمال الدنيئة المحرمة، لقد حرم القرآن الكريم والسنة النبوية الخرافة والسحر والدجل لأنها كفر وشرك بالله وتؤدي إلى مخاطر وانعكاسات سلبية خطيرة على الأفراد والجماعات من جميع النواحي الإجتماعية والأخلاقية والعقلية والنفسية.. قال رسول الله : >من أتى كاهنا فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد<(رواه أبو داود وخرجه أهل السنن الأربع وصححه الحاكم). وقال أيضا : >من أتى عرافا فسأله عن شيء لم تقبل له صلاة أربعين يوما<(رواه مسلم في صحيحه)، وقال كذلك : >لقد طهر الله هذه الجزيرة من الشرك إن لم تضلهم النجوم<الحديث.
المخاطر المتعددة للخرافة
والشعوذة والسحر
هكذا إذن تتجلى لنا حرمة الدعاية للخرافة والشعوذة والسحر بوسائل الإعلام المختلفة مثل الأبراج والتنجيم والحظوظ.. لأنها من الكبائر التي تؤذي إلى الكفر والشرك بالله تعالى ولأنها ظواهر دخيلة على المجتمعات الإسلامية. كما أنها تترتب عليها أضرار كثيرة ومتعددة على الأفراد والجماعات. فهي تجعل الناس خاصة الشباب يؤمنون بالمعتقدات الفاسدة والأباطيل والخرافات التي تتعارض مع الدين والعقيدة الصحيحة والإيمان الحق. كما أنها تدفعهم إلى الإنحراف الفكري والخلقي والسلوكي. هذا بالإضافة إلى تضييع وإهدار الأموال الطائلة والأوقات الثمينة والتشجيع على الكسل والتواكل وعدم الأخذ بالأسباب التي شرعها الدين الإسلامي الحنيف والتي يدعو إليها كذلك العقل الإنساني والعلم الحديث.
مسؤولية فعاليات الأمة في محاربة ومقاطعة الفكر الخرافي
إن محاربة ومقاطعة الفكر الخرافي كالشعوذة والسحر والدجل الذي تقوم مختلف وسائل الإعلام بالدعاية له مسؤولية عامة ومشتركة بين جميع فعاليات الأمة السياسية والإعلامية والتعليمية والدعوية.. مصداقا لحديث الرسول الذي يقول فيه : >كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته<(رواه الإمام مسلم). وهكذا فإن من الواجب على الجميع محاربة ومقاطعة المشعوذين والعرافين والسحرة والدجالين الذين يشكلون خطرا كبيرا على الدين والعقيدة ويساهمون بشكل كبير في تخريب العقول والنفوس وإضلال الناس خاصة الشباب عن الحق والصواب والعقل والمنطق.. كما أن من الواجب على أفراد وجماعات الأمة التمسك والاهتداء بكتاب الله تعالى وسنة رسوله في حياتهم الخاصة والعامة من أجل حل مشاكلهم ومعضلاتهم المختلفة بالطرق الشرعية الصحيحة والسبل العلمية والعقلية بعيدا عن أباطيل وخزعبلات المشعوذين والدجالين. ومن واجب وسائل الإعلام المسموعة والمرئية والمقروءة الكف عن الدعاية والترويج للظواهر الغربية والدخيلة علىمجتمعاتنا الإسلامية خاصة ما يتعلق بالأبراج والتنجيم والحظوظ التي يدعي أصحابها قدرتهم الخارقة على معرفة علم الغيب وحل مشاكل الناس الاجتماعية والنفسية العويصة. ومن واجب العلماء والدعاة وخطباء المساجد محاربة الخرافة والشعوذة والسحر التي تتفشى في الأمة بشكل خطير عن طريق الدعوة إلى التمسك بالدين والعقيدة الصحيحة التي تدعو إلى توحيد الله تعالى وعدم الشرك به والتخلي عن البدع والضلالات والأباطيل التي يروج لها أعداء وخصوم الدين خاصة المشعوذون والعرافون والسحرة من أجل تضليل الناس وإبعادهم عن دين الله وربح الأموال الطائلة وخدمة مخططات اليهود والنصارى التي تتجلى بالأساس في سلخ شباب الإسلام عن دينهم وعقيدتهم مصداقا لقوله تعالى : {ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم}(البقرة : 120).
< عمر الـــرمـــاش