في رمضان حدث نزول القرآن لغرض عظيم أراده الرحمن، فلنتأمل حكمة الله من وراء هذا الحدث العظيم.
أخي الكريم، شهر رمضان تعم فيه أجواء القرآن، لا للتنعم بسحر بيانه، ولكن تذكيراً للإخوان للأخذ بالقرآن في ميدان الخلق والأعمال.
قال تعالى : {شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس..}-البقرة : 185.
فلهذا كان النبي في رمضان يدرس القرآن، في صحيح البخاري : >أن جبريل كان يدارسه القرآن في رمضان<.
رمضان تربية للعزائم على الصبر والتحمل، وقد أصيبت أمتنا بحوادث أليمة، ومصائب مفجعة، وفترات عصيبة، سيطر علينا فيها الهول والفزع على أمتنا الحبيبة، وفي ظل هذه المآسي والمعاناة يأتي رمضان ليشحن النفوس بعزائم الصبر، وقوة الصمود، فالصائم الجائع الضمآن وأمامه الماء وشهي الطعام ومع هذا يمتنع بلا سلطان مادام في رمضان، فلاشك أن هذا هو ما أشار إليه النبي بقوله : >الصيام نصف الصبر<-رواه ابن ماجة-.
رمضان يلفت الأنظار إلى ما حققه السلف من مجد أعلى، وسؤدد أسمى، وعز أقوى في غزوة بدر الكبرى، والجيل الجديد فيه بقايا من سجايا الآباء، ونخوة الأجداد، فإذا سمعنا أمجادهم، وآثارهم، تحركت فينا مشاعر الحنين إلى أخلاقهم ومآثرهم.
رمضان موسم للتذكير بما أحدثته دعوة الإسلام من القضاء على أجواء الحقد والكراهية وا لتفرقة والعصبية، وإشاعة أجواء المحبة الفاضلة والتكافل الهادف، ففي رمضان يحس المسلم بجوعة إخوانه البائسين، فيتحرر من قيود البخل إلى فضائل الجود والكرم، فقد كان النبي :>أجود الناس وكان أجود ما يكون في رمضان..<-رواه البخاري-.
رمضان مستشفى للعناية بالجسم، إذ العناية به ضرورية لتحقيق قوة الأمة ماديا، وإشراقتها روحيا، فكم من الفضلات الضارة التي يتخلص منها الجسم بالصيام، وقد أشار النبي إلى صحة الأجسام بالصيام، فقال : >صوموا تصحوا<-رواه الطبراني بإسناد رواته ثقات-.
عبد الحميد صدوق