تشهد الصحف المغربية تراجعا ملحوظا في مبيعاتها، نجم عنه اقدام ادارتها على تقليص أرقام السحب بنسب كبيرة، تجاوز النصف في بعض الحالات.
وعزا محمد برادة، مدير عام شركة سابريس لتوزيع الصحف، هذا التراجع إلى الزيادة في أسعار الصحف بنسبة 25 في المائة، اضافة إلى تضخم عدد الصحف التي بلغت 21 صحيفة يومية و120 صحيفة أسبوعية.
وقال برادة إن التراجع إذا مس بعض العناوين فإن عناوين أخرى شملتها الزيادة، وعموما فالعدد الاجمالي لمبيعات الصحف يشهد نوعا من الاستقرار في حدود 350 ألف نسخة يوميا، بعد أن كان في حدود 220 ألف نسخة قبل خمسة أعوام. وأعرب برادة عن تفاؤله بعودة الأمور الى مسارها في القريب. غير أن هذا التفاؤل لا يمنع حالة القلق التي تنتاب المعنيين، لأن التراجع مس بالأساس جرائد الاحزاب السياسية، التي بدأت استعداداتها الأولى للانتخابات العامة المتوقع اجراؤها قبل نهاية العام المقبل. ومن شأن تراجع مبيعات هذه الصحف أن ينعكس سلبا على عمل هذه الأحزاب في حملاتها الانتخابية المنتظرة.
وتجدر الاشارة إلى أن أرقام السحب لا تخضع لمراقبة دقيقة، كما أن الأرقام الدقيقة للمبيعات يصعب الحصول عليها، لأن شركتي التوزيع العاملتين في البلاد “سابريس” و”شوسبريس” تعتبر أن ذلك من أسرار زبائنهما الخاصة جدا، وتحرصان على عدم كشفها لغير أصحابها.
واستبعدت مصادر مطلعة أن يكون ارتفاع الأسعار سببا مباشرا في تراجع مبيعات الصحف المغربية، بحجة أن الجرائد المستقلة لم تتأثر، مثل صحيفة “دومان” التي لم يمض على صدورها إلا القليل ومع ذلك فهي تكسب اسبوعيا قراء جدداً، كما حافظت اسبوعيتا “الصحيفة” و”لوجورنال” على مستوى مبيعاتهما.
ويعتقد مراقبون أن صحف الأحزاب المشاركة في الحكومة الحالية، التي بلغت أوج الانتشار عندما كانت هذه الأحزاب في صفوف المعارضة، تأثرت مبيعاتها وبدأت تتراجع منذ توليها المسؤولية الحكومية.
ومس التراجع بصفة خاصة جريدة “الاتحاد الاشتراكي” التي يديرها الوزير الأول عبد الرحمان اليوسفي، والأمين العام لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية.
وحسب المعلومات التي توفرها هذه الصحيفة فان أرقام السحب تراجعت الى حدود 77 ألف نسخة، معدما كانت تناهز 120 ألف نسخة قبل عام.
وحسب اسبوعية “لوجورنال” فإن جريدة “الاتحاد الاشتراكي” التي كانت مبيعاتها خلال العامين المنصرمين حوالي 78 ألف نسخة، تراجعت في مايو الماضي الى حدود 47 ألف نسخة وعلى نفس النهج سارت جريدة “ليبراسيون” التي يصدرها الاتحاد الاشتراكي باللغة الفرنسية، ويديرها محمد اليازغي الرجل الثاني في الحزب إذ تطبع 31 ألف نسخة يوميا، وكانت مبيعاتها حسب نفس المصدر قبل أشهر قليلة في حدود 13 ألف نسخة، لكنها تراجعت الى حوالي ثمانية آلاف نسخة.
ويعزو المراقبون تراجع هاتين الصحيفتين بصفة خاصة الى الخلافات الطاحنة التي يشهدها هذا الحزب منذ عقد مؤتمره السادس في نهاية مارس الماضي في الدار البيضاء.
الشرق الأوسط ع 01/9/21