الحمد لله الذي جعل شهر رمضان سيّد الشهور وأنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والنور وأعان عباده الصالحين وكشف عن قلوبهم الحُجُب والستور نحمده تعالى ونستغفره .. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له شهادة يشرح الله لنا بها الصدور وأشهد أن سيدنا محمدا عبده ورسوله . من يطع الله و رسوله فقد فازفوزاً عظيما.. أما بعد.
فيا أمة الإسلام لقد أظلنا شهر رمضان، شهر الصّيام والقيّام شهر تلاوة القرآن على الدوام شهر الإنفاق في سبيل الله شهر مواساة الفقراء والمساكين، شهر الرحمة والرحمان والرحمات، شهر المغفرة والخيرات، شهر تتهذّب فيه النفوس، وتتطهر فيه الأرواح، وتصح فيه العقول والأجساد، شهر تُغْفر فيه الذنوب، ويَسْتُر الله فيه العيوب ويفرج فيه الكروب، وتستقيم فيه القلوب، شهر يزيد فيه رصيد الإيمان والتقوى. ولهذا خاطب الله أهل الإيمان بهذا الخطاب الجميل فقال سبحانه : {ياأيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون} في هذه الآية يأمرنا المولى جلت قدرته أن نصوم صيام المؤمنين المتقين، والإيمان والتقوى مصدرهما القلب، الإيمان ما وقر في القلب وصدقه العمل، والتقوى أصلها القلب كما جاء في الحديث الشريف >التقوى هاهنا< ويشير إلى صدره ثلاث مرات، وهذا هو الصيام الذي يستوجب الرحمة والمغفرة والبركة وما إلى ذلك.
فأول شيء يجب عليه أن يصوم هو القلب، وما أدراك ما القلب، القلب هو محل نظر الله ذي الجلال والإكرام ،إن الله لا ينظر لصوركم ولا لأقوالكم، وإنما ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم، ما أجمل هذه المضغة إذا صامت صيام المؤمنين المتقين، صيام المحتسبين، ولا يكمل صيام القلب إلا إذا تطهر من أنواع الشرك فالشرك يبطل الأعمال، قال تعالى {لئن أشركت ليحبطن عملك ولتكونن من الخاسرين} والشرك نجس ينجس الصيام والعبادة ومن كان في قلبه مثقال ذرة من شرك، والله عز وجل سمى المشركين نجساً، مع أنهم في الظاهر يتطهرون ولكنهم في الباطن نجساء، قال تعالى {يا أيها الذين آمنوا إنما المشركون نجس} ورمضان كما تعلمون شهر الطهارة >جاءكم المطهر فتطهروا< فلابدّ أن نطهر قلوبنا من جميع أنواع الشرك ولا يصح الصيام إلا بذلك وبعد الشرك يأتي النفاق في الدرجة الثانية فالله عز وجل أمرنا أن نصوم صيام المؤمنين المتقين لا صيام المنافقين الخائنين. فصيام القلب صيام عن كل ما حرم الله صيام عن الكبر والعجب والغرور والرياء والحسد والبغض والطمع الخبيث وصيام عن الشهوات الباطنية ولا يتحقق ذلك إلا بعزيمة وإرادة قوية ولجوء إلى الله بالكلية واخلاص النية لله وحده، وبهذا يتحقق صيام القلب.
ثانيا : صيّام اللسان، وصيام اللسان يتحقق بأمور : أولا ترك الكذب، كيف يقبل الله صيام الكاذبين وهو سبحانه لعنهم وقال {فنجعل لعنة الله على الكاذبين} ونفى عنهم الإيمان فقال {إنما يفتري الكذب الذين لا يؤمنون..} والنبي لمّا سئل عن المؤمن أيكون المؤمن كذابا قال لا، والكذب يدخل فيه الزور والبهتان، فاللسان الذي يشهد الزور ويقول البهتان ليس بصائم بل هو مذنب ومجرم ومخالف لأوامر السنة والقرآن، فلابد من ترك الكذب والزور والبهتان والسب والطعن واللعن والشتم والغيبة والنميمة، وقد جاء في بعض الأثر أن الغيبة والنميمة والكذب يفسدان الصوم، وهذا ما جاء واضحاً في عدّة أحاديث صريحة وصحيحة منها قول المصطفى >من لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه، ورب صائم ليس له من صيامه إلا الجوع والعطش ورب قائم ليس له من قيّامه إلا السهر<، وفي الحديث عن المرأتين اللتين اغتابتاغلبهما الجوع والعطش وارسلا إلى النبي يسألانه ويطلبان منه رخصة الإفطار، فأرسل لهما النبي إناء فارغا ليس فيه شيء وقال لهما : قيئا فيه فقد أكلتم لحوم المسلمين، فقاءا لحماً ودماً ولهذا حذّر الله ورسوله من هذا المرض الخطير وأمر بالتقوى، لأن الذي يتقي الله عز وجل تقواه تحجزه عن الوقوع في هذه الموبقات المهلكات، يقول المولى جلت قدرته {ولا يغتب بعضكم بعضاً} وصيام اللسان يتحقق بترك كل هذه الذنوب، وكذلك يتحقق صيام هذه الجارحة، بكثرة اشغالها في الذكر والاستغفار وقول الحق ونصرة المظلوم وطلب المسامحة والتحلل من حقوق الناس، الى غير ذلك من أعمال الخير التي يقوم بها اللسان، لأن العبادة تنقسم إلى قسمين :عبادة فعلية، وعبادة قولية، بالإضافة إلى اليقين والتصديق بالقلب، فلك بكل حرف من القرآن تنطق به حسنة، والحسنة بعشر أمثالها والله يضاعف لمن يشاء.
ثالثا : صيام البطن عن الحرام فهناك من يصوم ولكن لا يتورّع عن الحرام إما أنه يعيش في الحرام أو يأكل الحرام ويلبس الحرام أو يساعد عليه فكيف يقبل الله صيام عبد يتناول الحرام ومن أكل الحرام وشرب الحرام وتمتع بالحرام حاسبه الله حساباً شديداً وعذّبه عذابا نكراً ولا يقبل الله منه صرفا ولا عدلا،ً لا يقبل الله منه فريضة ولا نافلة. وذكر الحافظ الذهبي وغيره >من أكل لقمة من حرام أعرض الله عنه أربعين ليلة<، وفي رواية “لا يقبل الله منه صرفا ولا عدلاً”، وفي الحديث الشريف >ربّ أشعث أغبر يطوف بالأبواب يقول : “يا رب يارب” ومطعمه حرام ومشربه حرام وملبسه حرام وغذي بالحرام فأنى يُستجاب لذلك< فالله طيب لا يقبل إلا طيبا وأي لحم أنبت من حرام فالنار أولى به، ولا يتحقق صيام البطن إلا بأكل الحلال والبعد عن الحرام.
رابعا : صيام العينين عن النظر إلى ما لا يحل. والنظر سهم مسموم من سهام ابليس اللعين من تركه خوفا من الله أبْدله الله إيمانا يجد حلاوته في قلبه كما في الحديث. والذي ينظر إلى الحرام ولا يغض بصره هو في الحقيقة غير صائم، كما جاء في الأثر : خمس يفطرن الصائم من بينهن النظر بشهوة إلى امرأتك وإلى الأجنبية والنظر بشهوة إلى الأجنبية حرام في غير رمضان فكيف به فيه، والمصيبة العظمى أن هناك من يجلس في الطرقات ويتعرّض للمسلمات وينظر إلى العورات ولا يدري أنه ارتكب الموبقات وزاد في رصيد السيئات ورب العالمين يقول {قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم}، ويقول جل ذكرُه {وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن ويحفظن فروجهن} وعار على الرجل أن ينظر إلى ما حرم الله وعار على المرأة أن تخرج إلى الشارع متبرجة كاسية عارية، فعلى المتبرجات أن يعلمن أن الرسول أمرنا أن نلعنهن في غير رمضان قبل رمضان وبعد رمضان فكيف في رمضان وقد تجرّأن على رمضان وفتن المؤمنين والشباب والرجال والرسول يقول في حديث طويل االعنوهن فإنّهن ملعونات< وعلى أولياء هؤلاء النسوة من المسؤلية ما يشيب لها الرضيع، وسوف يسألون أمام الله على التفريط في تربية وتوجيه بناتهم >ألا فكلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته يوم الدين< ولكن الذي يحفظ فرجه ويغض بصره ويحصّن عرضه هو المؤمن الصادق الصائم الحقيقي، ولهذا يقول الله عز وجل يوم القيامة للملائكة يا ملائكتي أخرجوا من النار كل عين بكت من خشتي يا ملائكتي أخرجوا من النار كل عين غَضّت عن محارمي يا ملائكتي أخرجوا من النار كل عين خرج منها مثل رأس الذباب من البكاء من خشيتي يا ملائكتي أخرجوا من النار كل عين باتت تحرس في سبيلي.
خامسا : صيام الأذنين عن سماع الباطل والسوء والمنكر وقول الفحش والغناء الماجن والكلام الفارغ وما إلى ذلك من الأمور التي تشْغل عن ذكر الله وطاعته، فالمستمع والمغتاب شريكان في الإثم كما أن القارئ والمستمع شريكان في الأجر وقس على هذا الزور والاستماع له والكذب والاستماع له وهكذا.
سادساً : صيام اليدين عن البطش الحرام وعن الغش في البضائع والسلع والمواد لأن من غش فليس من المسملين، والإنسان يطعن بمخيط من حديد حتى يصل إلى عظامه خير له من أن يمس امرأة لا تحل له ولا يتم صيام اليدين إلا إذا تركت الحرام والغش والسرقة وقطع الطريق. والسرقة في زماننا كثرت وتنوعت وأصبح البعض يتخصصون في السرقة. هناك من يسرق بالليل والنهار وأمام الملأ وهناك من يقطع الطريق وهناك من يقطع على المساكين الأرزاق والنبي يقول >لا يسرق السارق حين يسرق وهو مومن< وكذلك الذي يظهر عضلاته على الضعفاء فيضربهم ويتعدى على أبدانهم وأولادهم وأعراضهم وأرزاقهم بيده، فهذا الصنف وأمثاله معاذ الله أن يكونوا صائمين والنبي في مرض موته قال :>أيها الناس من كنت جلدت له ظهرا فهذا ظهري فليقتص منه، ومن كنت أخذت له مالا فهذا مالي فليأخذ منه.
سابعا : صيام الرجلين هو أن تترك المشي إلى أماكن الشرك والحرام واللهو وما إلى ذلك، صيام الرجلين عن المشي إلى الظلم والمشي مع الظالم، صيام الرجلين عن المشي الى الزور أو تأييد المزورين أو الذهاب مع أهل اللهو الباطل والبدع والمنكرات من الذين يحاربون الله ورسوله بالمعصية ويخالفون أوامره ويظلمون العباد والبلاد، ويتكبرون في الأرض بغير حق، فيقول المولى جلت قُدرته {ولا تمش في الأرض مرحا إنك لن تخرق الأرض} ولا يتحقق صيام الرجلين إلا بترك المشي بهما إلى ما يغضب الله ورسوله والمؤمنين، ومن تمام صيام الرجلين أيضاً المشي بهما إلى كل مكان يحبه الله ويرضاه ابتداء من المساجد إلى مجالس العلم إلى نصرة المظلوم إلى صلة الرحم إلى الحج الى العمرة إلى زيارة الإخوة في الله عز وجل الى عيادة المريض إلى الجهاد في سبيل الله إلى غير ذلك، وبهذا يتحقق صيام هذه الجارحة.
ثامنا : صيام البدن كله ظاهراً وباطنا عن الفواحش ما ظهر منها وما بطن ولا يتحقق صيام البدن إلا إذا أوفى بعهد الله وبميثاقه فما من إنسان إلا بينه وبين الله عهد وميثاق أما العهد فقول الله جلت قدرته {وإذ أخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذرياتهم وأشهدهم على أنفسهم ألست بربكم؟ قالوا بلى شهدنا} هذا عهد قديم ونحن ملزمون به ومطالبون بالوفاء به، وكل من لم يوفِّ بهذا العهد فهو خائن، أي خان العهد مع الله ولهذا يقال للعاصي خائن، لأنه مؤتمن على طاعة الله فإذا عصى الله سُمّي خائنا قال تعالى {علم الله أنكم كنتم تختانون أنفسكم} وأما الميثاق فهو قوله تعالى {واذكروا نعمة الله عليكم وميثاقه الذي واثقكم به إذ قلتم سمعنا وأطعنا واتقوا الله} ولا يتحقق صيام البدن إلا إذا وفّى بعهد الله {وأوفوا بعهد الله إذا عاهدتم} فالله لا يهدي كيد الخائنين،، ومدح الله عباده المؤمنين بأنهم يوفون بما عاهدوا الله عليه من قبل ، {والذين هم لأمانتهم وعهدهم راعون}، والموفون بعهدهم إذا عاهدوا،، فإذا صمنا هذا الصّيام فإننا بذلك نرتقي إلىأعلى الدرجات وسنخرج من رمضان وقد غفر الله لنا لأننا صمنا صيام المؤمنين المتقين المحتسبين، وهذا ما جاء واضحاً في الحديث الشريف >من صام رمضان إيماناً واحتساباً< ومن قام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له، ويقول من آ من بالله ورسوله وأقام الصلاة وآتى الزكاة وصام رمضان كان حقّا على الله أن يُدخله الجنة، رواه البخاري في صحيحه. فرمضان شهر البركة وفيه يزيد رزق المؤمن، ورمضان يجعل الله صيامه فريضة وقيامه سنة فالفريضة في رمضان بسبعين فريضة فيما سواه، من ذلك الصلاة والزكاة والجهاد والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ونصرة المظلوم والأخذ على يد الظالم وصلة الرحم وعيادة المريض، وتشييع الجنازة كل عمل من هذه الأعمال بسبعين درجة بسبعين ضعْفا في رمضان، والنافلة في رمضان كالفريضة في غير رمضان، فصلاة النافلة ثوابها في رمضان كالفريضة في غير رمضان، وصدقة التطوع كالزكاة في غير رمضان شهر التكافل، شهر الإنفاق في سبيل الله لأنه شهر الخير وشهر الرحمة الكبرى وشهر المغفرة العظمى شهر الصبر، والصَّبْرُ ثوابه الجنة والصابرون يوفي الله أجرهم بغير حساب، شهر القرآن والقرآن يأتي شفيعاً يوم القيامة لصاحبه، شهر الجهاد، شهر يباهي الله به ملائكته، شهر يعتق الله كل ليلة سبعين ألفا من النار وفي رواية ستمائة ألف عتيق من النار وكل هذا الخير الكبير والفضل العظيم مذكور في عدة أحاديث وسأقتصر على حديث واحد جامع وشامل، الحديث الذي أخرجه ابن خزيمة في صحيحه عن سلمان الفارسي رضي الله عنه قال خطبنا رسول الله في آخر يوم من شعبان فقال >يا أيها الناس قد أظلكم شهر عظيم مبارك شهر فيه ليلة القدر خير من ألف شهر جعل الله صيامه فريضة وقيامة تطوعا، من تقرب فيه بخصلة من خصال الخير كان كمن أدّى فريضة فيما سواه، ومن أدى فيه فريضة كان كمن أدّى سبعين فريضة فيما سواه، وهو شهر الصبر، والصبر ثوابُه الجنة وشهر المُواساة وشهر يُزاد فيه الرزق ومن فطّر فيه صائما كان مغفرة لذنوبه وعِتق رقبته من النار، وكان له مثل أجره من غير أن ينقص من أجره شيء، قالوا: يا رسول الله ليس كلُنا يجد ما يُفطّر به الصّائم قال رسول : يُعطى الله هذا الثواب لمن فطّر صائما على مذقة لبن أو تمرة أو شربة ماء ومن سقى صائما سقاه الله عز وجل من حوضي شربة لا يظمأ بعدها حتى يدخل الجنة وهو شهر أوله رحمة وأوسطه مغفرة وآخره عتق من النار، فاستكثروا فيه من أربع خصال خصلتين ترضون بهما ربّكم وخصلتين لا غنى بكم عنهما أما الخصتان اللتان تُرضون بهما ربّكم فشهادة أن لا إله إلا الله وتستغفرونه وأما الخصلتان اللتان لاغنى بكم عنهما فتسألون الله الجنة وتتعوّذون به من النار<.
وهكذا بيّن لنا الحبيب المصطفى في هذا الحديث العظيم فضل هذا الشهر المبارك الكريم وما فيه من الخيرات والبركات وحثّنا فيه بالأعمال الصالحة من فرائض ونوافل، من صدقات وصلوات وبذل المعروف والإحسان والصبر على طاعة الله وعمارة نهاره بالصّيام وليله بالقيام وكذلك الاجتهاد في الدعاء والذكر والاستغفار وطلب ليلة القدر والاستعداد لها والحرص كل الحرص عليها {وما تفعلوا من خير يعلمه الله وتزوّدوا فإن خير الزاد التقوى، واتقون يا أولي الألباب}، {وأن تصوموا خير لكم إن كنتم تعلمون}.
أيها المسلمون الكرام اعلموا أنه لا ينجينا من هذه الفتن والمحن والمصائب التي تراكمت علينا من كل جهة إلا رجعة صادقة إلى الله تعالى في هذا الشهر العظيم، علينا أن نقرع باب الله قرع التائبين المنيبين الراجين الخائفين، وهذا هو أوان الرجعة الى الله فما أحوجنا إلى أن نعود إلى ربنا وأن ندعوه بقلوبنا خاضعين، راكعين وساجدين، فما أحوجنا إلى أن نقول ما قال الأبوان الكريمان آدم وحواء عليهما السلام قالا : {ربنا ظلمنا أنفسنا}، اللهم ياغافر الذنوب اغفر ذنوبنا وياساتر العيوب استر عيوبنا ويا مفرج الكروب فرج كروبنا وياعالم الغيوب اقض حوائجنا، يا مطلعاً على القلوب اصلح أحوالنا، اللهم تقبل منا صيامنا وقيامنا وركوعنا وسجودنا اللهم وفقنا للعمل الصالح وتقبله منا إنك أنت السميع العليم اللهم اهدنا، واغفر ذنوبنا آمين.