فريق من علماء المغرب يحذر الدول الإسلامية من أي تنازل في قضية فلسطين


في الوقت الذي اتخذت فيه الولايات المتحدة الأمريكية قرار عقد مؤتمر اقليمي للسلام لتصفية قضية فلسطين، بموافقة الاتحاد السوفياتي، وهو الوقت الذي يوجد العرب فيه على أسوء حالات العجز والتمزق والضياع، بعد الحرب الظالمة في الخليج :

نرى من واجبنا الإسلامي -كفريق من علماء المغرب- :

أن نذكر قادة وحكومات الدول الإسلامية، بموقف الإسلام، الذي عبرت عنه الفتاوى التي أصدرها علماء المشرق والمغرب، قبل وخلال فترة الاحتلال اليهودي لفلسطين، وحتى خلال سنة 1989، حيث أصدر 61 عالما يمثلون جميع أقطار العالم الإسلامي فتوى جديدة بتحريم التنازل عن أي جزء من فلسطين، وأن الجهاد هو السبيل الوحيد لتحريرها.

كما نذكر بأن رابطة علماء المغرب أصدرت بلاغا يوم 1399/5/7 (1979/4/5) نددت فيه بمعاهدة الصلح بين مصر وإسرائيل، التي تضفى الشرعية على الاغتصاب الصهيوني للأرض الفلسطينية، وأعلنت أنها باطلة شرعا وقانونا.

إن الشعوب الإسلامية اليوم، لا تشك في انتصار أمريكا وحلفائها والقدرة المغرورة، لإسكات صوت الشعب الفلسطيني إلى الأبد، باسم السلام، ومرة أخرى بمساعدة حلفائها العرب!، لتقوم (إسرائيل الكبرى) بالدور الذي أسست من أجله منذ 43 سنة، لخنق أنفاس العالم العربي، وقطع الطريق على أي وحدة أو نهضة للعالم الإسلامي.

لذلك نعلن من جديد، بما أخذ الله علينا من عهد وميثاق في بيان الحق، وإسداء النصيحة، لجميع المسلمين حكاما ومحكومين، بأن قضية تحرير فلسطين هي مسؤولية إسلامية، لا عربية فقط أو فلسطينية. ولا يملك أي حاكم، ولا أية حكومة أو منظمة، حق التصرف فيها، بأي صفة من الصفات، بغير ما نص عليه القرآن الكريم والسنة النبوية، من وجوب الجهاد لتحريرها، وكل اعتراف بإسرائيل، أو تنازل عن حق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته الفلسطينية المستقلة، ذات السيادة الكاملة، وعاصمتها القدس، يعتبر تصرفا غير مسؤول، خارج نطاق الشرعية الإسلامية، ولا يلزم الشعوب الإسلامية التي لم تستشر في الأمر من طرف حكوماتها، والتي لم تعط لهذه الحكومات أي حق أو تفويض بطرق ديمقراطية سليمة، لاتخاذ قرارات خطيرة تمس حقوق الشعب الفلسطيني، وتتعارض مع الشرعية الإسلامية.

هذا مع العلم بأنه لم يثبت في تاريخ الحروب الصليبية التي استمرت 195 سنة، أن أحدا من قادة الدول الإسلامة، على اختلاف جنسياتهم القومية، اعترف بشرعية الحكم الصليبي لفلسطين، أو تنازل عن أي حق من حقوق شعبها، أو عقد صلحا مع المحتلين لأرضها، إلى أن حررها السلطان صلاح الدين.

إننا نعيش عصر الإفساد الأول لبني إسرائيل في الأرض، المقرون بالعلو الكبير، كما جاء في القرآن الكريم، ولا نشك في الانتصار النهائي للمسلمين، ودخولهم للمسجد الأقصى مظفرين، بعد إفساد بني إسرائيل الثاني، إنه الانتصار الذي وعد الله به المسلمين في أول سورة الإسراء، ولتعلمن نبأه بعد حين، (ويمكرون ويمكر الله، والله خير الماكرين). وصدق الله العظيم.

الرباط في 27 محرم 1412 (1991/8/9).

أسماء العلماء الموقعين :

الدكتور عبد الله ابن الصديق.

الدكتور ادريس الكتاني.

الشيخ محمد بن الطيب العلوي.

الأستاذ أحمد الريسوني.

الأستاذ عبد القادر حسن العاصمي.

الدكتور عمر الجيدي.

الشيخ مصطفى العلوي.

(رئيس المسجلس العلمي ورئيس رابطة علماء المغرب والسنغال).

الشيخ محمد المنوني.

الشيخ عبد اللطيف جسوس.

الدكتور فاروق حمادة.

الدكتور محمد ابن البشير الحسني.

رئيس شعبة الدراسات الإسلامية بكلية الآداب بالرباط.

الشيخ عبد العزيز بنعبد الله.

الشيخ عثمان جوريو.

الشيخ بنعبد الله الوكوتي.

الشيخ المفضل ابن شقرون.

الشيخ الغازي اليوبي.

الأستاذ المصطفى الرميد.

الشيخ محمد أحمد زحل.

الشيخ علي الريسوني.

الأستاذ علي التمديني.

عن كتاب بنو اسرائيل  في عصر الانحطاط العربي /د. ادريس الكتاني

اترك تعليقا :

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

يمكنك استخدام أكواد HTML والخصائص التالية: <a href="" title=""> <abbr title=""> <acronym title=""> <b> <blockquote cite=""> <cite> <code> <del datetime=""> <em> <i> <q cite=""> <strike> <strong>