في وقتنا الحالي الكل يتحدث عن مرض خطير، والكل يخشى هذا المرض الذي يبدو كابوس القرن العشرين . هذا الداء هو مرض “السيدا أو الأيدز”.
و كلمة السيدا SIDA حروف لكلمات تدل على نقص المناعة الطبيعية و المكتسبة لدى الإنسان، أي نَقْص كبير في نظام المناعة الذي يحمى جسم الإنسان من المكروبات والفيروسات وشتى الأمراض، فهو مرض حديث العصروالعهد، وأول حالاته شخصت طبيا سنة 1981م في ثمان دول . أما اليوم فقد أصبح منتشرا وعم كل أنحاء العالم.
ويَنْتُجُ مرض السيدا عن الإصابة بفيروس يسمى “فيروس فقدان المناعة البشري” أو “VIH” الذي يهاجم ويُضعف نظام المناعة في الجسم. ونظام المناعة هذا ما هو إلا جُند من جنود الله الخفية الذي يقاوم كل مكروب وكل فيروس غريب عن جسم الإنسان {وما يَعْلَمُ جنودَ رَبِّكَ إِلاََّّ هُو …}(المدثر : 31)
وإن أكثر المصابين في العالم -بهذا الداء – هم الشباب الذين تتراوح أعمارهم ما بين 20 و40 سنة، حيث تعتبر هذه المرحلة الأكثر خصوبة عند الإنسان .ولذلك فإن الإصابة الأكثر انتشارا في العالم غالبا ما تكون بالاتصال الجنسي كماهو ملاحظ لأن تعددالعلاقات الجنسية مع اختلاف الشركاء بطريقة غير شرعية يعرض بشكل كبير لهذا الداء الملعون
هذا هو مرض “السيدا” المرض الذي يرعب العالم كله! هذا هو الوباء الوبيل! هذا هو كابوس العصر! هذا هو الطاعون الأبيض !
نحمد الله سبحانه وتعالى الذي أكرم المسلمين بنعمة الإسلام، فحصنهم بأحكام شرعه، وحصنهم بالعقيدة التي تجعلهم صامدين أمام الأهواء والمغريات، فالاسلام يعلمنا التعفف والطهارة ويفتح لنا أبواب الحلال و يغلق علينا أبواب الحرام.
وللأسف الشديد نرى أن الملايين من المصابين بهذا الداء -السيدا- بسبب شرودهم عن فطرة الله! بسبب شرودهم عن السنن الإلاهية وبسبب شرودهم عن أحكام خالقهم!
لقد انتشر مرض “الأيدز” نتيجة انتشار فاحشةالزنا! ونتيجة انتشار الشدود الجنسي! وإن قوما في التاريخ فعلوا ذلك فأذاقهم الله الخزي في الحياة الدنيا ولعذاب الآخرة أخزى، قال تعالى : {فَلَمَّا جَاءَ أَمْرُنا جعلنا عَالِيِها سَافِلَها و أَمْطرْنا عَلَيْها حِجَارة من سجِّيل مَنَْضُود ٍ مُسَوَّمَةً عنْد رَبِّك، وماهي منَ الظَالِمينَ بِبَعيد}(هود: 82) . واليوم، ما داء “السيدا” إلا نوع من العقوبة القدرية الالاهية : {وَمَا أَصَابكُم من مُصِيبة فَبِمَا كَسَبتْ أَيْديكم ويَعْفُوا عن كَثِير}(الشورى :30). وقال تعالى : {ظَهَرَ الفَسَادُ في البَرِّ والبَحْرِ بِما كَسَبَتْ أيدي النَّاس لِيُذيقهم بعض الذَ ي عَمِلُوا لَعَلَّهم يَرْجعون}(الروم :40) نعم لعلهم يرجعون عن شرودهم وغفلتهم، ولعلهم يرجعون إلى شرع الله عز وجل.
فمرض “الأيدز” مرض فتاك لا تلقيح ولا علاج ضده، والسلاح الوحيد للقضاء على استفْحاله هو الوقاية، وأنجع وقاية هي الاستمساك بأحكام الله، والتشبت بتعاليم ديننا الحنيف، فنحل ما أحل الله ونقبل عليه ونحرم ما حرم الله وندبر عنه، {فاعتبروا يا أولي الأبصار} صدق الله العظيم
للدكتورة : م. زهور