كانت قناة الجزيرة قد أجرت حواراً مع الدكتور زغلول النجار حول الإعجاز العلمي في القرآن الكريم، ولأهمية الموضوع ننشره منقولا من شريط سمعي فمعذرة للقناة وللدكتور.
< تحدثنا عن شيء من الصعب أن يتصوره الإنسان؟
>> طبعاً فالفلك هذا مجال تصفه إحدى العالمات الأمريكيات -هي امرأة كتبت كتابا في الفلك- تقول في مقدمته : “هذا مجال إذا دخله الإنسان بعقله إما أن يسجد لخالق هذا الكون أو أن يفقد هذا العقل”.
فهو مجال مُبْهِر، مذهل للغاية وأن ينتج هذا كله عن انفجار، هذا أكْثَرُ ابهاراً، يعني أكبر علماء الفلك والكون يقولون هذا الكلام.
< يعني لازالت الانفجارات في الكون تحدث؟
>> تحدث نتيجة دورة حياة النجوم، يعني النجم يبدأ ميلاده، ثم يصل في مرحلة شبابه فيما يسمى بالنجم العادي، ثم ينفجر إذا وصل إلى ما يعرف بالمستعِر أو ما فوق المستعر، وهذه الانفجارات من الأمور المبهرة للغاية.
هذه الانفجارات تصل فيها درجات الحرارة إلى مئات البلايين من الدرجات هذا انفجار ما يسمى Super Nrer أو انفجار النجوم فوق المستعرة وهذه في الحقيقة عبارة عن مصانع تتخلق بداخلها العناصر حيث تتكون نتيجة لَهُ العناصرُ الثقيلةُ باتحاد ذرة الهيدروجين بعضها البعض، لأنه تتولد فيها درجات الحرارة تقدر بمئات الآلاف من ملايين الدرجات المئوية، مِثْلُ هذه الانفجارات تلعب دوراً كبيراً في ترتيب أجرام السماء وفي تحرُك المادة من جِرْمٍ إلى ما يسمى بالدخان الكوني أو المادة بين النجوم، ودورة كاملة يبدأ النجم كتلة غازية يصل إلى أعلى العناصر نتيجة المزج النووي، ثم ينفجر ويتحول إلى غلالة من الدخان، وكأن الله يرينا أمام ناظِريْتا كيف خلق الكون.
عملية الانفجارات هذه هي التي تُزَوِّد المادة بين النجوم بالعناصر المختلفة التي نعرفها.
< إذا كان الإنسان هو محور هذا الخلق ومحور هذا الكون فما فائدة هذه الانفجارات على الإنسان؟
>> تحفظ التوازن الكوني، وليست فقط تحفظ التوازن الكوني بل كما قلت النجوم هي عبارة عن مصانع تتكون بداخلها العناصر التي نحتاجها على أرضنا، يحتاجها الكون لانتظامه نتيجة لعملية الاندماج النووي، يعني تفاعل هذه الذرات مع بعضها البعض.
< هنا الانتقال الى ما هو محسوس وملموس السماء الأرض البحار الحديد الجبال..هل لهذا الكون نهاية؟
>> فيما يخص انهاء الكون؛ القرآن الكريم ذكر قضية الإنهاء بكلام جميل جداً، يقول رب العالمين : >يوم نطوي السماء كطي السجل للكِتَابِ كما بَدَأنَا أوّلَ خَلْقٍ نُعِيدُه وعداً عَلَيْنَا إنّا كُنَّا فَاعلِين}.
العلماء التجريبيون يقولون إن عملية تمدد الكون هامة لا يمكن أن تستمر إلى ما لانهاية.
< يعني أن العلماء توصلوا إلى أن الكون ليس سرمديّاً؟
>> طبعا بكل تأكيد.
< رغم أن هذا يناقض كثيراً من النظريات التي طرحت حول سرمدية الكون؟
>> طبعاً طبعاً، العلم بدأ في مطلع هذا القرن بادعاءٍ باطل وهو : أن هذاالكون أزليٌّ أبديٌّ موجود إلى الأبد، العلماء التجريبيون الآن من الملاحظات في الكون يؤكدون أن هذا الكون له بداية وكل ما له بداية يجب أن تكون له نهاية، بأدلة علمية قاطعة لا تقبل الرفض.
< أهمَّها وتطابقها مع النص القرآني؟
>> نعم أقول، يقول الله تعالى : {يوم نطوي السماء كطي السجل للكتاب} فالعلماء التجريبيون يقولون إن تمدد هذا الكون يتباطأ الآن وسيصل المَدُّ إلى نقطة من النقط، ثم يبدأ الكون بالتجمع، فيتحول هذا الكون الشاسع إلى جرم واحد، متناهٍ في الصغر يشبه تماماً الجِرْم الابتدائي الذي تم فيه الخلق الأول، ثم ينفجر هذا الجرم مرة أخرى فيتحول إلي غلالة من الدخان يخلق منها أرضاً غير الأرض وسموات غير السموات، القرآن الكريم يقول ذلك بدقة بالغة : {يومَ نَطْوِي السماء…} فانظر إلى دقة التعبير القرآني : {كما بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُعِيدُه} والعلم التجريبي الآن يقول جِرْمٌ متشابهٌ تماماً للجِرْم الأول الذي بدأ منه هذا الكون، ثم يقول رب العالمين : {يَوم تُبدّل الأرض غير الأرض والسماوات}، سينفجر هذا الجرم ثم يتحول إلى غلالة من الدخان تخلق منه أرضٌ غير الأرض، وسماوات غير السموات.
< نحن المسلمين أمامنا نصوص قرآنية نتلمسها ونهتدي بها، في هذه التفسيرات، وهؤلاء العلماء لا يؤمنون بهذه النصوص وربما لم يطلعوا عليها، ومع ذلك أنت تقول إنهم وصلوا إلى هذه الحقائق بهذا الشكل، لكن هذا يلقي علامات استفهام كثيرة حول ربما تقصيركم أنتم كعلماء في جعل هؤلاء العلماء يربطون بين الحقيقة القرآنية وبين الحقيقة العلمية التي يمكن أن يكونوا توصلوا إليها الآن؟
>> قضية الإعجاز العلمي لو اهتم بها العلماء المسلمون وأعطوها حقها من العناية وعرضوها على هؤلاء العلماء عرضاً علمياً مُدعّماً بالدليل لأصبح من أعظم الدعوة إلى كتاب الله وإلى سنة رسول الله .
< أنت في مؤتمراتك التي تحضرها والتي تسمع فيها مثل هذه الحقائق أو الدراسات ولك أبحاثك العلمية أيضا حينما تقول لهم إن هذه الحقيقة التي توصلتم بها نحن نعرفها منذ أربعة عشر قرنا ما هو رد الفعل؟
>> والله ينبهرون انبهاراً شديداً ويكفي أن أقول لك أني عُدْتُ من أسابيع قليلة من مؤتمر في جامعة لندن عن القرآن الكريم وحضر هذا المؤتمر عدد ضخم من المستشرقين، وهؤلاء -عادة- يدخلون هذا المجال لمحاربة الاسلام وليس لفهمه، وجدت أن قدامى المستشرقين يهاجمون الاسلام هجوماً شديداً غَيْر عِلْميٍّ، وبغطرسة وكبرياء شديدين، يتخيّلون أنهم بالعَرَبِيَّة من أهلها، وأنهُمْ بالاسلام من أهله، ولذلك لا يصلون إلى فهم هذه الحقائق، ولكن أذهلني أن جيل الشباب من هؤلاء الذين دخلوا لدراسة اللغة العربية والاسلامية أغلبيتهم الساحقة قد دخلوا الاسلام عن اقتناع واختيار، في هذا المؤتمر تحدثت عن حقائق علمية في القرآن الكريم، فجاءني أحَدُ شيوخ هؤلاء المستشرقين -وقد سبق له أن هاجم القرآن الكريم هجوماً شديداً- فقال أنا حاولت أن أستعرض آيات خلق الانسان في القرآن الكريم فوجدتُها لا تتوافق مع بعضها البعض فمرة يقول {طين لازب} ومرة يقول {من صلصال} ومرة {من صلصال من حمإ مسنون} الخ..
وبعد أن عرضت قضية حقائق علمية في القرآن الكريم، جاءني الرجل نفسه وهو يقول : ما كنت أتخيل أن القرآن الكريم بهذه الدقة البالغة. فالحقيقة عرض هذه القضايا على الغربيين من أعظم وسائل الدعوة إلى كتاب الله وإلى سنة رسول الله في عالَمٍ تَحَوَّلَ إلى قرية صغيرة، وفي عالَمٍ يحاول الغرب أن يجد عدواً يركز عِداءه عليه بعد انتهاء الحرب الباردة بين الكتلتين.
< المحاور كثيرة لم نتطرق لها بعد، و نبدأ معك بالسماء ما نظرة القرآن لها وما هي جوانب الاعجاز القرآني فيها وبين الحقائق العلمية التي اكتشفت في هذا المجال؟ بإيجاز لو سمحت؟
>> نبدأ بآية كريمة في سورة الواقعة يقول الله تبارك وتعالى : {فَلاَ أُقْسِمُ بِمَواقِعِ النُّجُومِ وإنِّهُ لَقَسَمٌ لَوْ تَعْلَمُونَ عَظِيمِ}.
النجوم في حدِّ ذاتها من أعظم آيات الخلق في صفحة هذا الكون كتل غازية ملتهبة مضيئة بذاتها، تتصنع أو تتخلق بداخلها العناصر التي نعرفها باندماج ذرات الهيدروجين مع بعضها البعض ونعجب لماذا يقسم الله تبارك وتعالى بمواقع النجوم هذا القسم المغلظ ولم يقسم بالنجوم ذاتها، ثبت لنا علميا أن الإنسان من فوق هذا الكوكب لا يرى النجوم ولكنه يرى مواقع مرّت بها النجوم.
< كيف؟
>> يعني أقرب النجوم لدنيا هو كوكب الشمس والتي تبعد عنا بـ 150 مليون كلم، الضوء ينبثق من الشمس فيصل إلينا بعد ثمانية دقائق (8د) تكون الشمس تحركت من موقعها فنحن لا نرى الشمس ولكننا نرى مواقع مرت منها الشمس. إذا خرجنا من نطاق المجموعة الشمسية نجد أن أقرب نجم إلينا يبعد عنا من أربع أو ثلاث من عشرة سنوات ضوئية والسنة الضوئية 9,5 مليون مليون كلم، يعني إذا انبثق الضوء منه يصل إلينا بعد أكثر من 50 شهراً، فنحن لا نرى النجم، والعلماء يؤكدون الآن أننا نرى في صفحة السماء نجوما قد انفجرت، وتلاشت واندثرت ونراها في صفحة السماء لأننا لا نرى النجم ولكننا نرى مواقع مر بها النجم.
< يعني النجوم التي نطالعها في ليلنا هذه ليست هي النجوم؟
>> ليست هذه هي النجوم ولكن مواقع مرت بها النجوم، وربما تكون هذه النجوم قد تلاشت منذ سنوات بعيدة؟ ولازال الضوء الذي انبثق منها يتحرك إلينا فنرى موقعاً مرّ به النجم.
- قضية أخرى يتحدث عنها القرآن الكريم في سورة الطارق وهذه السورة كلها إعجاز >والسماء والطارق< قضية معجزة قد لا يتسع المجال لشرحها {والسماء ذات الرجع والأَرْض ذَاتِ الصّدع} قال الأقدمون : رجع السماء هو المطر وهو صحيح لأن أهم وأعظم ما يعود إلينا من السماء هو المطر، يتبخر من أسطح البحار والمحيطات ومن أجساد الكائنات الحية، وتنفس الإنسان، ونفح النبات، ثم يرتفع إلي السماء فيجد طبقة باردة يتكثف عندها ويعود إلينا مطراً، لكن يعجب الإنسان إذا كان هذا هو المقصود لماذا لم يقل الله سبحانه وتعالى والسماء ذات المطر، تبث لنا الآن بأدلة علمية قاطعة أن من صفات السماء الأساسية أنها ذات رَجْعٍ، وهناك عشر صور من الرجع هذا ما ثبت لنا علميا وربما يكتشف مستقبلا ما هو أكثر منها.
من هذا الرجع صدى الصوت، حيث إن اللّه تعالى جعل لهذه الطبقة الدنيا من الغلاف الغازي صفات طبيعية وكميائية معينة تحمل الموجات الصوتية، لولا هذا ما سمعتَني وما سمعتُك، هذه الصور من صور الرجع لم تكن معروفة من قبل.السُّحب لا ترجع إلينا المطر فقط ولكنها ترجع إلينا الدفئ بالليل، فالأرض تدفأ في أثناء النهار بحرارة الشمس، وأغلب هذه الحرارة تمتصها صخور الأرض فإذا غابت الشمس تبدأ صخور الأرض في إعادة اشعاع هذه الحرارة فتعكس لنا السحب أكثر من 97% منه ولولا هذا الرجع الحراري لتجمدت الحياة على سطح الأرض بمجرد غياب الشمس.
فوق السحب نجد ما يسمى بطبقة الأوزون والسحب ترد عنا الأشعة الكونية، والأشعة فوق البنفسجية بالذات، وهي أشعة مهلكة لو وصلت إلينا لأفنت الحياة على سطح الأرض، فوق طبقة الأوزون نجد طبقة ما تسمى المُتأيِّنة أي طبقة الأينوسفير، طبقة مشحونة بالكهرباء هي التي ترد إلينا موجات البث الإيذاعي والتلفزي وهي التي ترد عنَّا الجسيمات الكونية المتسارعة، صور من الرجع لم تكن معروفة وقت نزول القرآن الكريم، فوق هذا الاكسوسفير والنيتوسفير، فمناطق حماية كثيرة جعلها رب العالمين حماية للحي على الأرض ترد إلى الأرض كل نافع ومفيد من صور المادة والطاقة، وترد عن الأرض كل مهلك وضار من صور المادة والطاقة.
< الانتقال إلى الأرض؟
>> والأرض ذات الصدع قال الأقدمون : هو انصداعها عن النبات وهو صحيح، تضع البذرة في التربة ونرويها بالقدر الكافي من المياه فنجد أن الله تعالى قد جعل لهذه التربة صفات خاصة أن حجمها يزداد بتشبع المياه فتتقبب الى الأعلى حتى ترق فتنشق فتفسح طريقا سهلا لهذه النبتة الطرية الندية المنبثقة من داخل البذرة النابتة، ولولا هذا ما أنبتت الأرض على الاطلاق، لكنه بعد لحرب لعالمية الثانية التجأ العلماء إلى البحار والمحيطات بحثا عن بعض الثروات المعدنية التي بدأت في التضاؤل على سطح اليابسة ففوجئوا بشبكة هائلة من الصدوع، تمزق قيعان البحار والمحيطات بعشرات الآلاف من الكيلومترات طولا وعرضا، وأن هذه الشبكة تحيط بالأرض إحاطة كاملة وأن هذه الصدوع تبلغ في العمق بين 65 Km و450 Km، وأصبح العلماء يقرون الآن أن صفات الأرض الأساسية أنها أرض ذات صدع لأنه لولا هذه الصدوع لانفجرت الأرض كقنبلة نووية هائلة منذ اللحظة الأولى من تَيَبُّسِ قِشْرتها وأصبح هذا من صفات الأرض الأساسية، فمن الذي علم الرسول ذلك.
< الانتقال إلى البحار؟
>> لاحظ العلماء أن هذه الشبكة من الصدوع في قيعان البحار والمحيطات ينبثق منها الحمم البركاني بملايين الأطنان في درجة حرارة تتعدى ألف درجة مئوية، فتفجُرُ قيعان البحار والمحيطات أصبح في أَكْثَرِ ظواهر الأرض إبهاراً الآن، أن كل المحيطات وعدداً كبيراً من البحار منها البحر الأحمر قيعانها مسجَّرَةٌ بالنيران لأن الحمم يَندفع عبر هذه الصدوع فيدفع قاع البحر أو قاع المحيط جانباً فيشع في ظاهرة تعرف بظاهرة اتساع قيعان البحار والمحيطات، هذه الظاهرة يصفها القرآن الكريم في آية كريمة، يعني هذا الثوران البركاني، ونرى تدفق الحمم هذا على اليابسة لكن نراه أيضا في قيعان البحار والمحيطات مثلا في أزيلاندا، وتدفق هذا الحمم بدرجة مئوية يجعل قاع المحيطات مسجرة بالنيران، الطين على قاع البحر درجته الحرارية 300 إلى 400 درجة مئوية، وهذا التأجج بالنيران من أكثر آيات الأرض ابهاراً للإنسان لأن النار على شدة حرارتها لا تستطيع أن تبخر الماء بأكمله، وأن الماء بكثرته لا يستطيع أن يطفئ جذوة هذه النيران. هذه العلاقة المُبْهِرة يصفها الله تبارك وتعالى في مطلع سورة الطور بِقَسَم عجيب يقسم فيه ربنا سبحانه وتعالى بالبحر المسجور، والمسجور في اللغة : المتقد ناراً والعرب لم يستطيعوا أن يفهموا دلالة هذه الآية في بدء نزول القرآن الكريم وقالوا ربما هذا في الآخرة، ولكن صياغة القسم في مطلع سورة الطور كُلُّه بأمور قائمة في حياتنا : الطور، وكتاب مسْطُور في رَقٍ منشُور، والبَيْتِ المعمُور والسَّقْفِ المرفُوعِ والبَحْرِ المسْجُور..
نرى هنا كيف تُفجر قيعان البحار بالنيران وكيف يتكون عن ذلك جزُر بركانية في وسط المحيطات مثل جزر هواي وجزر الفلبين، جزر أندونيسيا، هذه تتكون نتيجة لثورة بركانية فوق قاع المحيط، هذه الحقيقة أصبحت من أكثر حقائق الأرض ابهاراً للإنسان، وأن وصف القرآن لها بهذه الدقة البالغة مطلع سورة الطور سابقا، العلماء في مطلع العصر الإسلامي تخيلوا أن هذا ربما كان في الآخرة، وبناءً على آية في سورة التكوير التي يقول فيها رب العالمين : {وإذا البِحَارُ سُجِّرَتْ..} ولكن الصياغة في مطلع سورة الطور كلُّه بأمور واقعة في حياتنا.
ولذلك بدأوا يبحثون عن معنى آخر لـ : انسجر غير أَوْ قَد عَلَيْه حتى أحْمَاهُ، فوجدوا معنى انْسَجَرَ كَفَّ ومَلَأَ هذه الثورات البركانية في وسط المحيطات، وهي تؤكد حقيقة تسجُّر قيعان البحار، المحيط بالنيران، مَلَأ وكَفّ وجَدُوا أنالله سبحانه وتعالى قد ملأ قيعان البحار والمحيطات بالمياه، وكَفَّهَا عن اليابسة، والضابط في هذا الأمر كُتْلَةُ الجليد المتجمعة فوق القطبين وأن هذا الجليد لو انصهر يمكن أن يَرْفَعَ مُسْتَوى المياه في البحار والمحيطات إلى أكثر من 100 m وهذا يكون كافيا لاغراق أغلب المناطق العامرة على سطح اليابسة.