بمناسبة يوم الاستقلال الفلسطيني ـ ولعلمكم فإن فلسطين أصبحت دولة مستقلة!! ـ نظمت السلطة الفلسطينية مسابقة لاختيار ملكة جمال، واختار المنظمون واللجنة الفنية المختصة والخبيرة بجمال النساء وبالمقاييس الدقيقة المتصلة بذلك، اختاروا سميرة وتد ملكة الجمال لتمثيل السلطة الفلسطينية في مسابقة اختيار ملكة جمال العالم.
والملكة وتد من عرب 48 أي مواليد الفلسطينيين المنكوبين سنة 1948 ومن قرية باقة الغربية قرب مدينة طولكرم.
وقد أوردت الخبر جريدة الشرق الأوسط على صفحتها الخضراء الأخيرة من المساحة المخصصة لصور النساء الجميلات التي تتحف بها الجريدة المذكورة قراءها كل صباح، ومما جاء في الخبر والصورة معا أن الملكة وتد ترتدي زيا فلسطينيا مطرزا على الصدر أي صدر الملكة وتد وترتدي غطاء للشعر وهنا لم يكن المكلف بإيراد هذا الخبر والتعليق على الصورة للملكة أمينا في الوصف فإن غطاء رأس الملكة وتد ـ في عيون المختصين بالجمال ـ نوع جديد من القبعات إنه مجسم للمسجد الأقصى وتنتهي القبعة بشيء يشبه كما يبدو صليبا أو مئذنة ووراء القبة ريش أبيض قد يكون لحمامة السلام ولكن يبدو أن الحمامة ربما ذبحت أو خنقت ونتف ريشها ولزق بأحد أركان القبعة المدنسة ـ بكسر النون وفتحها.
وهذا الحدث المصطلح الفقهي يعتبر أحد الانجازات العظيمة ينضم إلى الانجازات العظمى التي لا تخفى على أحد.
فهنيئا للسلطة الفلسطينية بملكة جمالها التي ستمثلها في المسابقة العالمية وهنيئا للقدس الشريف بهذا التكريم العظيم الذي حظي به لدى السلطة الفلسطينية وهنيئا للأمهات الثكالى اللائي تشاهدن كل يوم وهن يشيعن جنائز الشهداء ويقاومن الحفارات والجرارات لإقامة مستوطنات الظالمين والمغتصبين من اليهود ويسفحن الدموع ويذبن الافئدة والكبود ويواجهن الفجائع المتلاحقة كل صباح ومساء وصدق الله العظيم : “إنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور”، وصدق الله العظيم إذ يقول : “ومن يتبع خطوات الشيطان فإنه يأمر بالفحشاء والمنكر” ورحم الله المتنبي إذ يقول :
“يا أمة ضحكت من جهلها الأمم”
ورحم الله أبا البقاء الرندي الذي يقول :
لمثل هذا يذوب القلب من كمد
إن كان في القلب إسلام وإيمان
وتحية تقدير للنساء الهنديات المقاومات لإقامة مثل هذه العادات الغريبة الفاجرة باعتبارها تدنيسا واحتقارا لكرامة المرأة الهندية ومساسا بشرفها!!
د. عبد السلام الهراس