السودان يتعرض لتآمر عالمي رهيب لا يستهدفه هو فقط، ولكن يستهدف الكيان الإسلامي أينما وجد، والهجوم عليه من جيرانه بتحريض وتشجيع لامواربة فيه من النظام العالمي الجديد هو فقط مقدمة لتغيير خارطة المنطقة، وإحداث تعديل يَخدم مصالح الحاقدين على الإسلام والمسلمين.
فمن قبلُ تجرأت إريتريا على اقتطاع جزر من الأراضي اليمنية، وما كان لها أن تفعل ذلك لولا الدّعم الذي تتلقاه، واليوم تشترك ثلاث دول في تهييء الهجوم السافر على السودان بعلم تام من مجلس الأمن -الذي يتجاهل الأمر كأنه لا يعنيه.
فماذا يعني هذا كله؟.
هذا يعني :
أ- أن العالم العربي وصل إلى حالة من التمزق انعدمت فيها الرؤية السياسية المستقلة لدى قادته الخانقين لإرادة الشعوب.
ب- أن المشروع الاستعماري الجديد المخطط للمنطقة كلها قد بدأ تنفيذه بدون أدنى حساب لمشاعر المسلمين.
جـ- أن الشعوب التي لا يُسمع لها ذكر أو أثر قد أمكن ترويضها والتحكم فيها وخداعها بالشعارات والمزادات الفكرية والإعلامية.
د- أن تدارك الخطر المتربص بالأمة الإسلامية أصبح مستحيلا أو شبه مستحيل على يد القادة المنتمين ولاء وطاعة وفكراً للسادة المستعمرين.
هـ- أن تعليق الآمال على النظام العالمي الجديد لترسية الأوضاع العالمية وفق مقتضيات العدل والإنصاف سراب في سراب.
ولكن تبقى الآمال معلقة على الشعب السوادني الصامد الواعي تمام الوعي بحجم التآمر عليه محليا واقليميا ودوليا، لكي يصفع المتآمرين بثباته ودفاعه عن حقه وكيانه ودينه، وهو إذ يفعل ذلك فإنه لا يفعل ذلك لنفسه فقط ولكنه سينوب عن الأمة الإسلامية التي هو أحد الأعمدة الرئيسية في إحياء معانيها.
كما تبقى الآمال معلقة على دعاء المسلمين جميعا بالنصر والثبات لاخوانهم السودانيين، فإنهم مظلومون، ودعوة المظلوم ليس بينها وبين الله حجاب.