لاحظ بعض الصحافيين على رئيس السلطة الفلسطينية أنه كان كثير اللحن في كلمته التي ألقاها في زيارته الرسمية أخيراً لأمريكا، فكان ينصب الفاعل ويجر المفعول.
والواقع أن اللغة العربية أصبحت غريبة على لسان كثير من رؤساء العرب، وإن كان بعضهم أصبح فيلسوفا كبيراً وأديبا عظيماً، وقد شاهدنا جموع الأدباء والكتاب وحتى من الأجانب يشيدون تزلفاً بالفلسفات الثورية وبالابداع القصصي الرئاسي وبفلاسفة التاريخ الجدد!! أما لحن القول ولحن النحو ولحن الفكر فهذا ما تعودناه في عصر أصبح فيه الشهيد إرهابيا والعاقل أخرس والمؤمن متطرفا والمستقيم مغفلا والأمين منغلقا والقنوع (زكروماً) صدئا والبريء متهماً والعالم الصالح شاذاً ومتخلفاً، وراجت عملة التزلف والنفاق والشره والحربائية.
لذلك لا غرابة أن نجد من يشيد بأولئك الذين درجوا على جر ما حقه الرفع ورفع ما حقه الجر، واثبات ما يجب حذفه، وتكسير جموع السلامة، واعلال الصحيح وتصحيح المعلول، ومنع الأحرار من التصرف، وحذف الضمائر الواجبة الظهور، وتأخير من حقه التقديم، وتقديم من حقه التأخير، حتى أصبحت لغة بعضهم تعكس أفعالهم.
ورحم الله الشاعر إذ يقول :
فيا مَوْتُ زُرْ إنَّ الحياة ذميمة *** ويا نفس جدي إنَّ دَهْرَكِ هَازِلُ