أم الخير الصالحي
إلى الشهيد جوهر دوداييف :
أنا لا أبكيك
يا جوهر
يا لوعة القلب والضمير د
يا من اعددت لهم ما استطعت
وحظك من الميادين كبير
يا من حملت للحق راية عَذراء
واحتملت في سبيل الله الشيء الكثير
فعِدني بألا ترحل
وبأن تبعثر الفرحة في دروبي
وترقب السير حتى النهاية
عدني، فأنا لم أقبل فيك عزاء
وأنت حي عند العلي القدير
عدني بأن تنسج من غضبك
إزارا للصبايا
وحلما يكبر فيه الصغار
وتنتعش فيه الأرواح
بعد ذوبان الضمير
في حر المسير
أيا جوهر، يا لوعة القلب والضمير
موتك عطرٌ
بنفس الخلود
ومسك الفردوس يفوحْ
موتك فخرٌ
يعلي الهامات
وبالنصر يبوحْ
موتك فجرٌ
زلزل عروش الظلام
وهد القمم والسفوحْ
أيا فارس الميدانْ
كتبتك قصيدة بكل الأقلامْ
استنفذْت كل القوافي
كل البحور
لكت رغم القهر،
كتب لها الدوامْ
أيا فارس الميدان
رسمتك قتيلا ممددا
ضاقت به كل القبور
كل الأثواب
فاخْترت له الصبر كفنا
وعمق اليقين رمسا ولحدا
أيا فارس الميدانْ،
سميتك الأمل
فانقشع الضوء فجأة في البراري،
في الصحاري، في كل الأركانْ
واستحالت جروح قلبي
حقلا أخضرا
وسلسبيلا محلى بمرجانْ
أيا عشاق السلام : صدقوني :
النصر قادم
فلنحمل معا الأكفانْ
ولنعليها صيحة “الله أكبر”
في وجه الطغيان
عسى يغدو كل الذكور جوهرٌ
وكل الشعوب شيشانْ