قال لي صاحبنا الخبير بالصحوة الاسلامية في الغرب الاسلامي : إننا نخشى أن تكون الصحوة الإسلامية بالمغرب صحوة متطرفة ونخشى أن يكون هناك إرهاب..
فقلت له إن هذا الخوف ليس في محله لأن التطرف ليس من ديننا الاسلامي، فقد نهانا الله ورسوله عن الغلو في الدين، كما نهانا عن الظلم، بل أمرنا بالعدل حتى مع أعدائنا :
>إن الله يامر بالعدل والاحسان<(النحل : 90)
>ولا يَجْرمنَّكم شَنآنُ قوم على ألاَّ تعدلوا اعدِلوا هُو أقرب للتقوى< (المائدة : 9)
>واذا قلتم فاعدلوا ولو كان ذا قربى<(الانفال : 153)
>واذا حكتم بين الناس أَنْ تحكموا بالعدل<(النساء 4/58).
>لا ينهاكمُ الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يُخرجوكم من دياركم أن تَبرُّوهم وتقسطوا إليهم إن الله يحب المقسطين<(الممتحنة : 8)
>ياأيها الذين آمنوا كونوا قوامين لله شهداء بالقسط<(المائدة : 9)
>شهد الله أنه لا إله إلا هو والملائكة وأولوا العلم قائماً بالقسط<(آل عمران 3/18)
وهناك آيات كثيرة أخرى، أما أحاديث رسول الله صلى عليه وسلم وأفعاله وسيرته المطهرة فمليئة بالعدل، مشرقةٌ بالقسط. ومن يعدلُ إن لم يعدلْ رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فهو الرحمة المهداة، "وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين" ومن جوانب الرحمة : العدل والقسط والانصافُ والحلم والسماحة والكرم والوفاء والعفو والمغفرة وغير ذلك من شمائله العطرة لذلك استحق من ربه الكريم هذا الوصف الأسمى : "وإنك لعلى خلق عظيم"
وهو صلى الله عليه وسلم قدوتنا وأسوتنا واتباع سنته المشرقة هي وسيلتنا إلى ربنا >من يطع الرسول فقد أطاع الله<
ولذلك لم يكن قط في تاريخ الاسلام تطرف او إرهاب إلا إذا زاغ المسلمون عن كتاب الله وسنة رسوله، ولم يقع ذلك إلا بالنسبة لبعض الفرق الضالة : ضلالة كفر كالباطنية أو ضلال عصيان كالخوارج.
أما التطرف والارهاب وخريطته الطبيعية في الماضي والحاضر فتقع في ديار الحضارة الغربية، دعنا مما فعلته الحروب الصليبية بالمسلمين ودعنا مما ارتكبته الممالك النصرانية الاسبانية ومحاكم التفتيش بهم، ودعنا من ذكر ما ارتكبه الاستعمار الفرنسي والانجليزي والاسباني والبرتغالي والروسي والهولندي والبلجيكي والإيطالي من فظائع وجرائم وعظائم بالبلاد الاسلامية من أندونسيا حتى أواسط إفريقية، لكن نقتصر على الارهاب الذي نشاهده الآن عبر شاشاتكم أنتم ونقرؤه في صحفكم ومجلاتكم وكتبكم سواء داخل بلادكم، أوما يقع في بلاد المسلمين بسلاحكم وعصاباتكم وجيوشكم ودولكم. إن الارهاب لا يتعدى خريطتكم وخريطة الدول المتعاونة معكم على محاربة المسلمين ابتداءً من إيرا، وإيطا وبادنر مينهوف، والجيش الأحمر والالوية الحمراء والمافيا وعصابات حليقي الرؤوس والفاشية والنازيين الجدد والصرب والروس والفلبين، والمافيات الروسية والصهيونية، والسيخ والهندوس والبوذيون والتاميل.. أما ما يقع في بعض بلاد المسلمين وهو شيء قليل فمرتبط بأنظمتكم وبتشجيعكم ومساندتكم وردود أفعال مصنوعة ومُرَادة منكم.
إن الارهاب والتطرف هو إفراز سيء لحضارتكم التي أشرفت على نهايتها لأنها أصبحت ظالمة إذ تشجع على الارهاب وتؤازره بمواقفكم في مجلس الأمن ولجان الاتصال وجيوش الامم المتحدة ورؤساء بعثاتها ومنظماتها، والحلف الاطلسي والوحدة الاوروبية…
لو كان البوسنيون الاوربيون نصارى هل كنتم تسمحون لصربيا أن تمسهم بأدنى أذى؟ بل لو كانوا حيوانات لقام العالم الغربي وقعد لرفع الظلم عنها كما رأينا المظاهرات والاحتجاجات في بلدان أوربية على المعاملة السيئة التي يعامل بها الخرفان والكلاب والبقرة في بلادكم.
إن روسيا الجديدة تفتك بالمسلمين في الشيشان وطاجكستان وغيرها دون حساب ولا عقاب ولا احتجاج منكم، في حين لا تستطيع ان تمس ليتوانيا واستونيا واوكرانيا وغيرها من الدول النصرانية لأنكم لها بالمرصاد.
إن التاريخ لم يسجل في سجلاته الارقام المَهُولة من الضحايا والقتلى والمشردين والمعتقلين والمسجونين والمعطوبين والمغتصبين والمنتهكين أعراضهم إلا للمسلمين وحدهم… أما القتلة والمشرِدون، والمعتقلون والسجانون والعاطبون والمغتصبون والمنتهِكون للأعراض فجلهم من خريطة الغرب بما فيهم روسيا يلتيسين رجل الغرب وضامن الإصلاح والديمقراطية بها.
ولو جُمِعت ضحايانا في الجزائر وأفغانستان والبوسنة وغيرها لوصلت إلى الملايين..
وبعد هذا، ومع هذا تخشون من الارهاب الاسلامي والتطرف الاسلامي؟؟.
وصدق من قال : ضْرَبْنِي وابْكَى واسْبَقْنِي واشْكَى.
إن خريطتنا نظيفة ناصعة.. أما الارهاب فابحث عنه تجده في خريطتكم وعبر امتداد نفوذكم…