أفغانستان:
خلل هناك
إن مايجري في افغانستان من تقاتل بين المجاهدين بعد أن انتصروا على روسيا الشيوعية وعملائها يدل دلالة واضحة أن خللا هاما موجود في أصل تلك الكيانات الجهادية المتعددة، وهذا الخلل هو المسؤول عن التصرفات التي كانت تصدر من هذا الجانب او ذاك أثناء الجهاد المشترك.. فقد وقعت اغتيالات فيما بين المجاهدين بايدي المجاهدين انفسهم وهم في خندق واحد امام العدو.. وقد قال لنا أحد كبار المجاهدين الشهداء رحمه الله تعالى بانهم لاحظوا أن عناية الله كانت معهم بجنود سماوية لم يكونوا يرونها، خلال معارك شرسة وشديدة بينهم وبين اعدائهم الشيوعيين الروسيين واتباعهم الافغان، وكان النصر دائما في صفهم رغم فلة العدد وضعف الُدد وبساطة الخطة وقلة الخبرة مما جعلهم يرون ذلك مددا من الله سبحانه وتعالى، ونجدة من السماء… فلما دخلت معاركهم الاسلحة الامريكية والاموال الكثيرة والادارات الجديدة وكثرة الاجتماعات والتجمعات والمظاهر السياسية والتصريحات المتوالية واعجاب كل ذي راي برايه وكل زعيم بشخصه انسحبت عناية السماء وضعفت الدوافع الروحية واصبحت القيادات طامعة في الحكم والكرسي… مما جعل هذا الجانب يعتمد على الجنرال الشيوعي الفلاني وذاك الجانب على العقيد الشيوعي الفلاني، وبدأ التقرب من المليشيات الاسماعيلية التي كانت مع الشيوعية ومن الميليشيات الاوزبكية… وبدأت المساومات وشراء الذمم والتسابق على الجاه والدنيا فكانت النتيجة مانرى من دمار شامل ومن ضياع لمعاني الجهاد وعظمة الجهاد وجلال الجهاد ولم يبق في الساحة الا القتال فيما بين الطوائف والاحزاب لإقامة دولة اسلامية تحكم بالشريعة الاسلامية الغراء، والشريعة بريئة منهم جميعا >إن الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا لست منهم في شيء<.