نظمت كلية اللغة العربية التابعة لجامعة القرويين مراكش تحت عنوان “اللغة العربية والثقافية الحديثة” وهو موضوع مهم يصب في صميم الازمة المنفعلة التي تعيشها اللغة العربية في العصر الحاضر، وفي خضم الثورة المعلوماتية للغات الانسانية العالمية ومدى مسايرة اللغة العربية لها، وخاصة في مؤسسة كجامعة القرويين التي تعتبر حصنا من حصون العلم والمعرفة كما جاء في الكلمة التي القيت باسم السيد عميد الجامعة الذي لم يتمكن من حضور الجلسة الافتتاحية.
ولقد كان من المنتظر أن تلقى العروض المقدمة العديد من الاضواء، على جوانب لغوية توصف بالغموض، وأن تتناول العديد من القضايا المستعصية في الدرس اللغوي والادبي على حد سواء وخاصة ما أشارت إليه كلمة اللجنة المنظمة من حيث
- أن أغلبية الطبقة المثقفة لا تكاد تبين حينما يطلب منها التعبير باللغة العربية.
- اقتراح نوع من الحلول لازمة المصطلح وترجمته التي أصبحت تتعدد بتعدد المترجمين.
- مناقشة العلاقة المتطوعة بين القارئ والاديب، فأغلب القصائد التي تنشر لا يقرأها إلا أصحابها.
لكن سوء التنظيم حال دون الوصول إلى مناقشة هذه القضايا، والخروج بتوصيات جادة وهادفة في الموضوع وهذا لا ينفي بالطبع المستوى العلمي للعروض المقدمة، التي نتمى أن يستفاد منها بعد نشرها ومن مظاهر سوء التنظيم ما يلي :
- العمل بالجلسات المتوازية الامر الذي فوت على الأساتذة والطلبة المناقشة والافادة من كل العروض الملقاة.
- حينما أريد تدارك هذا النقص في اليوم التالي، فأدمجت الجلستان المتوازيتان في جلسة واحدة، جعل الجلسة طويلة مملة، عبر أغلب الحاضرين على امتعاضهم منها.
- عدم الضبط في الأوقات المخصصة للعروض، فهناك من أعطي له 15 دقيقة، وهناك من أخذ حصة الأسد فأعطيت له 45 دقيقة.
- تغيير بعض العروض من محاورها المعدة لها، الأمر الذي جعلها نشازاً في الجلسة التي القيت فيها.
- اقحام أحد العروض في آخر لحظة مع العلم أنه لم يكن مسطراً ضمن البرنامج.
- لم يكن هناك مقرر للجلسات.
-وآفات الافات هو ما خُتمت به أعمال الندوة، حينما أريد “اكرام” الاساتذة الباحثين، وتُوجه بهم إلى فندق “ليتفرجوا” على أنواع من الرقص وهز البطون فكان الحدث بذلك ثالث الاتافي كما يقال، فهل يليق هذا بالقرويين منارة العلم والفقه والعرفان، لقد كان الأولى ان تدفع مبالغ هذه الفرجة لأداء تذاكر العودة على الأقل للاساتذة الباحثين الذين جاؤوا من كل حدب وصوب، أم أن هز البطون “ثقافة حديثة” أخرى يراد إدخالها إلى اللغة العربية، وإلى حرم جامعة القرويين بالذات
كما أن اهم ما يسجل أيضا هو غياب وسائل الاعلام وخاصة السمعية والبصرية منها، فهل هذا أيضا تهميش مقصود؟