الشهر العربي هو عبارة عن المدة التي بين رؤية الهلال بالعين المجردة عشية عقب مغيب الشمس إلى رؤيته مرة ثانية كذلك.
وتلك أسهل الطرق وأقربها. وبها جاء الشرع الحكيم ونطق القرآن الكريم، وسنة النبي الأمين. وأيامه لا تنقص عن 29 يوماً، ولا تزيد على ثلاثين. لكن المنجمين من علماء الإسلام لما أرادوا أن يضبطوا الحركات الشمسية والقمرية ونحوهما بالتاريخ الهجري، استنبطوا لذلك حسابا خاصا سموه “حساب العلامة”.
فالشهر على ذلك هو مدة ما بين اجتماع القمر مع الشمس في نقطة معينة من الفلك، وبين اجتماع آخر معها في نقطة أخرى منه. والمدة التي يتم فيها ذلك هي 29 يوما وإحدى وثلاثون دقيقة من اليوم وخمسون ثانية منه، وسبع ثوالث منه كذلك
فإذا بسطت هذا العدد، أي صيرته لأصغر منه وهو الثوالث، وذلك أنك تضرب الصحيح الذي هو 29 يوما في مقام الدقائق وهو 60 الأولى، ثم تزيد على الناتج ما فوق ذلك المقام وهو 31، ثم تضرب المجموع في مقام الثواني وهو 60 الثانية، ثم تزيد على الناتج مافوق ذلك المقام وهو 50، ثم تضرب المجموع في مقام الثوالث وهو 60الأخيرة، وتزيد على الناتج ما فوق ذلك المقام وهو 7، فيكون عندك العام العربي كله ثوالث من اليوم، فإذا قسمت الناتج على العوامل الثلاثة خرج ما في العام العربي من الأيام وكسورها السالفة الذكر، في الدرس السالف قبله. أي أنك تقسم ذلك البسط كله على 60 (مقام الثوالث) فيخرج ما في العام من الثواني، وتبقى أربع وعشرون ثالثة. ثم تقسم الثواني الناتجة على 60 (مقام الثواني) فتخرج الدقائق من اليوم. وتبقى ثانية واحدة ثم تقسم الناتج على 60 (مقام الدقائق) فتخرج الأيام وهي 354. وتبقى 22دقيقة، إذا نسبتها إلى 60 ثم اختزلتها تصير 11/30 أحد عشر جزءا من يوم مقسوم على ثلاثين جزءا.
وعدد الشهور العربية إثنا عشر شهرا، وهي على التوالي :
محرم – صفر – ربيع الأول – ربيع الثاني – جمادى الأول – جمادى الثانية – رجب – شعبان – رمضان – شوال – ذو القعدة – ذو الحجة.
وتنقسم إلى قسمين :
أ- الأشهر الحرم : أي التي يحرم فيها القتال. وعددها أربعة، ثلاث منها متوالية هي : ذو القعدة، ذو الحجة، والمحرم، وواحد منفرد هو : رجب ولذلك يقال له : رجب الفرد. وفيها يقول ناظم المقنع :
ذُو قِعْدَةٍ ذُو حِجَّةٍ مُحَرم
وَرَجَبٌ الفَرْدُ شُهُورٌحُرُمُ
ب- الأشهر الحل : وهي ما عدا السابقة الذكر وقد أشار الله تعالى إلى ذلك في كتابه العزيز فقال : >إِنَّ عِدَّةَ الشهور عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْراً فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ، مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ، ذَلِكَ الدِّينُ القَيِّمُ فَلاَ تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ< (التوبة 36)
وتنقسم عند علماء الفلك إلى فردية وزوجية : فالفردية تكون من ثلاثين يوما دائما. والزوجية تكون من تسعة وعشرين يوما دائما، إلا ذا الحجة من العام الكبيس فإنه من ثلاثين أيضا، والسبب في ذلك هو الكسور الموجودة في كل شهر، فإنها تجير في الشهور الفردية، وتلغى في الشهور الزوجية.