لكي لا يبقى منه إلا رمادٌ…

لكي لا يبقى منه إلا رمادٌ…

قلبي كقلبك بالمحبة يخفق متوهج لكنه لا يحرق

أجل…. : لا يحرِق، لكنه يُحرق، ففي كل حين يُحرق بنيران أوقدها أهلي بأركان بيتي، بأركان مدينتي؛ بأركان وطني، بل بأركان أمتي… يحرق لكي لا يبقى منه إلا رماد.. أنثره في كل رحلة من رحلاتي على صفحات بيض لأحرقها بحروف ضاقت بها كل الصفحات، وغُضَّ عنها السمع بأرجاء أمة لا محالة حروفي وحروف الصامتين ستحرق كل صوت بها أحرق قلبي وقلبها وقلبك، “فالثائرون على المذَلَّةِ غَيَّرُوا… شكل الخريطة والطريقة وارتقوا”…121

أحرقها…. بحروفي : لكي لا يبقى منها إلارماد… أجل يحرق قلبي بنيران “نَيرونِهم” وأحرق صفحاتي بحروفي، لكي لا يبقى منه، لكي لا يبقى منها، إلا رمادٌ… رماد احتفظ به لأصبه في عيون كل نيرون منهم عساه يخطئ في رمي الفتيل… فيغدو المُحْرَقُ برماد نيران اعتقدها أخمدت، لكنا نشعله الرماد من جديد ولو طال بنا الزمان….

أحتفظ…. بذا الرماد لأنه غير كل الرماد، فرمادي رصاصة أبعث بها من وراء الظلام، نور يخترق أستاره، فرمادي يمامة تحط على كل أرض من أراضي أمتي، فرمادي صوت قد يعتريه صمت، وصمتي غير كل صمت…

أحتفظ به…. : لأني مزجته بصدى صوتك وصوت كل ثائر، وصوتك وصوت الثائرين غير كل صوت… فصوتكم شدا بلابل :

و”شتان بين بلابل تشدو وبين   مُبَرْدَ عٍ وَقْتَ الهجيرة ينهق”

فاطمئن….  “قلبي كقلبك بالمحبة يخفق

متوهج لكنه لا يحرق”

إلا أن ما أحاط بي علمني الاحتراس حتى لا يتمكنوا من الرماد الذي عاهدتك وعاهدتها أمتي على أن أحتفظ به…. علمني أن أصمت حين تتحرك كل الأصوات حتى لا يغدو صوتي كأي صوت… علمني…