فرنسا تريد والله يريد ولا يكون إلا ما يريد
يصرح المسؤولون الفرنسيون بمناسبات عدة ولا سيما عند زيارة ميتران لسراييفو وعند مواجهة الحكومة الفرنسية للجبهة الإسلامية للإنقاذ ومساندة الحكم العسكري الاستبدادي مساندة مطلقة مادية ومعنوية بأن فرنسا لا ولن تسمح بقيام حكم إسلامي وآخر التصريحات للسفير الفرنسي بالجزائر الذي قال : إن فرنسا لا تسمح بتولي المسلمين الاصوليين أي (الذين يحكمون بالاصلين الكتاب والسنة) الحكم في الجزائر وقد بذلت فرنسا مجهودات جبارة لجر إيطاليا وإنجلترا وإمريكا وغيرها إلى مساندة موقفها الصليبي الاعمى. وقد استطاعت أن تنسق مع الغربيين كلهم ومع روسيا فيما يتصل بإبادة المسلمين في البوسنة وهتك أعراض نسائهم وتقتيل أطفالهم وتشريد مآت الآلاف منهم وتعريضهم للمآسي ومنع السلاح عن حكومتهم المسلمة لكنها فشلت فشلا ذريعا في ضم أمريكا وإنجلترا وإيطاليا إلى صفها لتأييد أطروحتها في الجزائر وظهر للعيان أن أمريكا بدأت تقطف ثمار موقفها المتعقل المدروس من المشكلة الجزائرية وأصبحت تستفيد من الجميع وتميل إلى حل المشكل بالحوار الحقيقي البناء مما جعل كثيراً من المسلمين الجزائريين يقدرون موقفها وقد أشاد بعضهم صراحة بالموقف الأمريكي علما بأن اختصاصيين جزائريين كبارا قد تخرجوا في الجامعات الأمريكية ويتولون مناصب هامة في الجامعات والمؤسسات وجل هؤلاء مسلمون يؤمنون بأن الإسلام يجب أن يسود في الجزائر وأن حلّ مشاكل الجزائر الاقتصادية والاجتماعية والفلاحية يكمن في الإسلام وفي الإسلام وحده مع الاستفادة من منجزات الحضارة الغربية في ميدان العلوم والتكنولوجية.
ولم تمنع فرنسا الشعب الجزائري من أن يحكم نفسه بالاسلام ولا تستطيع ذلك فللدين رب يحميه وينصره متى شاء وإن البوادر لتدل على أن حكم الاسلام آت قريبا بإذن الله وتوفيقه وليس بيننا وبينه إلا تحقيق بعض شروط الاستخلاف التي غفلنا عنها. وعند استكمال تلك الشروط فتشاهد فرنسا أن ما يريده الله هو الذي سيكون لا ما تريده فرنسا التي تخسر الجزائر والغرب الاسلامي والعالم الاسلامي لأنه سبحانه القاهر فوق عباده ولأنه إذا أراد شيئا يقول له كن فيكون… وهو الفرد الصمد الجبار المتكبر الذي لارادَّ لأمره ولامعقب لحكمه، ولا يُسْأَلُ عما يفعل ولا يعجزه شيئ لا في الأرض ولا في السماء وسترى فرنسا أن الدول التي عرفت سنن الله وأدركت أن رياح الإيمان قد هبَّت، وسفينة الاسلام قد أقلعت واقتنعت بالتعامل مع المسلمين الأصوليين ستجد ترحابا وتعاونا مثمرا معها في المستوى اللائق من الجدية والمصداقية والله غالب على أمره، وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون.
الدكتور عبد السلام الهراس