(3) التقويم والتاريخ
مبادئ في علم التوقيت
التقويم : هو النظام الذي وضعه الإنسان لإحصاء الأيام والأسابيع والشهور والسنين، بل والساعات والدقائق والثواني وأجزائها.
وهذا النظام أو الحساب كان وما يزال الشغل الشاغل للناس، لاتصاله بحياتهم اليومية العامة والخاصة.
والتقاويم كثيرة منذ القدم، فقد عرف الإنسان التقويم منذ أن عرف الحضارة. وقد عرفت التقويم المدنيات القديمة في بلاد الصين، والهند، وفارس، ،والشام، واليمن، ومصر، ولعل العراق من أقدم الأمم معرفة للتقويم، إن لم يكن أسبقها، فقد عرف السومريون التقويم معرفة ثاقبة، واهتدى البابليون منذ أقدم العصور إلى الفرق بين السنة الشمسية والقمرية.
التاريخ : التاريخ باختصار هو تعيين حدث بارز لتحديد المدة الزمنية بينه وبين غيره من الأحداث.
وحيث إن التاريخ يختلف باختلاف التقاويم، فإن التواريخ المستعملة في العالم كثيرة منها:
1) التاريخ العربي الهجري. 2) التاريخ الميلادي. 3) التاريخ الفلاحي. 4) التاريخ الفارسي .5) التاريخ القبطي. 6) التاريخ العبري.
والمستعمل منها عند المسلمين الاربعة الأولى. التاريخ العربي ومنشؤه
التاريخ العربي، ويقال له القمري والهجري، لأن الذين وضعوه هم العرب، وجعلوه تابعا لسير القمر، وجعلوا مبدأه من هجرة النبي صلى الله عليه وسلم.
والراجح أن واضعه هو أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه. وقد اختار الهجرة كمنطلق للتاريخ الإسلامي فوافقه الصحابة على ذلك، لأنها محققة بينهم، ولأنها الحدث الذي حول مجرى التاريخ البشري بميلاد الدولة الإسلامية.
وكان إجماع الصحابة على بداية التاريخ الهجري يوم الأربعاء 20 جمادى الثانية عام 17من الهجرة. وإنما جعلوا مبدأ العام من المحرم :
1) لأن المحرم كان أول العام العربي قبل الإسلام.
2) لأن المحرم هو أول شهر يأتي بعد موسم الحج.
3) لأنه في المحرم ابتدأ عزم النبي صلى الله عليه وسلم على الهجرة.
وقد هاجر النبي صلى الله عليه وسلم فوصل إلى قباء في ظاهر المدينة ظهر يوم الإثنين ثامن ربيع الأول الموافق 20شتنبر 622 ميلادية. وفي اليوم التالي شرع في بناء مسجد قباء.
وعلى أساس التقويم الميلادي فيكون بدء التاريخ الهجري على حد ما وصل إليه الحاسبون، هو يوم الخميس 15 يوليوز 622 ميلادية. ولكن اعتماد حساب السنين الهجرية على رؤية الهلال جعل بدء التاريخ الهجري ـ كما هو معروف ومعتمد عامة ـ يوم الجمعة 16 يوليوز 622. ذ. عبد الله علوي شريفي