مضطهدة
(على لسان محجبة يضطهدها أبوها)
نظم إدريس بن الحسن العلمي
تَغْضَـــــبُ إِ ذْ أَحْتَجِب تَسُبُّ ثُمَّ تَضْرِبُ
تُريدُني عارِضَة مِنْ جَسَدي ما يُعْجِبُ
كَسِلْعَةٍ أٌغْري بِه يا مَنْ عَساهُ يَطْلُبُ
لا هَمَّ لي سِوى رِضا كُلِّ الرِّجالِ أخطُبُ
في كُلِّ عامٍ >مُوضَةٌ< جديدة تُجْتَلَبُ
ُتُريدُني مُنْصاعَةً لِحُكْمِها أَرْتَقِبُ
مَلابِسي بِأَمْرِها تَطولُ أوُ تُقْتَضَبُ
وَجَسَدي بِما قَضَت يُكْشَفُ أوْ يُحَجَّبُ
فالله قَدْ أَكْرَمني لِمَ أُهانُ يا أبُ
ألا تَغارُ حينما أُمْتَهَنُ وَأُشْجَبُ
كَمْ مِنْ فَتاةٍ غِرَّةٍ بِاسْمِ الرُّقِيِّ تُغْصَبُ
وَزوَْجَةٍ مُحْصَنَةٍ أمْسَتْ بِهِ تُسْتَلَبُ
فَكَيْفَ تَرْضى يا أَبي عِرْضَكَ يَوْما يُثلَبُ؟
إِْ نْ كنُْْتَ تَرْضى عَوْرَتي تَعْرى فَرَبِّي يَغْضَبُ
نارُ جَهَنَّمَ التي لها العُصاةُ حَطَبُ
مَأْوى النساء الكاسيا ت العارِيات أرْهَبُ
تَسْتَغْرِبُ مني التُّقَى شَأْنُكَ منًّي أَغْرَبُ
شرع الإلاه مَذْهبي أيْنَ أراكَ تَذْهَبُ
كِتابُ رَبي مُرْشِدي وَغَيْرَهُ أجْتَنِبُ
هُوَ الهُدى بِهِ العُلا هُوَ الحجا والأدب
دينَ القُرودِ تَبْتَغي وفي الفساد ترغب
مَرْضى القُلوبِ تَقْتَدي بِهِمْ فَبِئْسَ المَطْلَبُ
يَحْكُمُ رَبي بيْنَنا لَيْس لَهَُ مُعَقِّبُ
فَكُلُّ شَيء عِنْدَهُ ضِمْنَ كِتابٍ يُكْتَبُ
وَكُلُّ ما نَفْعَلُهُ يُحْصى غَداً وَيُحْسَبُ
يَوْمَ يقولُ الكافِرٌ يا ليتني أُتَرَّبُ
لَمَّا طُغاةُ العالَمِ في ذِلَّةٍ تنتحِبُ
بِما تُجيبُ رَبَّنا وعنده لا يُكْذَبُ
فَهَلْ تَقولُ غَرَّني مَنْ شَأْنُهُ يُرْتَقَبُ
أَضَلَّنا كِبارُنا نذهبُ حيثُ ذهبوا
أَلَمْ تَكُنْ آياتُه تُتْلى وأنت تَلْعَبُ؟ُ
فَاليَوْمَ لا مالٌ وَ لاَ جاهٌ وَلا مُسْتَعْتَبُ
من ديوان خطوات عابر سبيل