>سراييفو<
تعبتْ خُطاي …
وتهتُ في كل الدُّروبْ …
أستعطفُ الصُّمَّ والبكمَ … اشكوهم جَوايَ.
فتعثرتْ كلماتُهُمْ .. وتعاظمتْ آذانهمْ .. لم يعرفوا لُغَتي.
لِذا لَمْ يسْتَجيبوا (!؟)
وَتعثَّرَتْ قدمايَ منْ طولِ المَسيرِ .. وهتْ قُوايَ …
فَتَحَتْ لي “الامم” العميلةُ محضرا .. فتهامستْ ..
وتغامَزَتْ .. وتَنَهّدَتْ، وتَحَسَّرَتْ، فَبَكَتْ “لَهَايْ”
تَصَدَّعَتْ جُدْرانُها .. وتحطمتْ من فرطِ حَسْرَتِها عَلَيَّ ..
فَتَأجَّلَ النَّظَرُ السديدُ .. واستعجل القلبُ الحديد ..
نزل الدَّمارُ … تَحَرَّكَ الهَمَجُ الوُحوش .. عاثوا فسادا في الديار ..
ذبَحوا الوَليدَ .. واغتَصَبوا عِرْضَ الوَليدَة.
رَسَموا الصَّليب .. وَأَحْرَقوا السورَ المَجيدَةَ ..
هَدَّموا المَنابِر .. وَبِالخَناجِر أَلجَموا صَوْتَ الحَناجِر ..
مَصُّوا دِماء الأبْرِياء .. وَصُدورهم أضْحَت مَخافر ..
هذي حَضارَتُكُم؟! دَمارٌ!؟ في دَمارٍ!؟ ..
هذا تَمَدُّنُكُم ؟1 سُعارٌ؟ في سُعارٍ؟ في سُعار؟..
تَبَّتْ يَدا كْلنْتونْ وَتَبَّ!!… شاهَتْ وُجوهُ الصِّرْب ..
أَوْلادُ العُهَّار.
يا مُسْلِِما آنَ الأوان ..
خُذْ مِنْجَلآ أوْ مِعْوَلاً .. وَاخْلَعْ جذورَ الذُّلِّ
مِنْ رَحِمِ الزَْمانْ ..
آنَ الأوان .. لكي تزيلَ الكِبْرِياء .. لِكَيْ يَعودَ العِزُّ مِنْ بَعْدِ الهَوان ..
آنَ الأَوان ..
وَتَحَرَّكَ الاثْناعَشَرَ .. لا تَنْتَظِرْ أَنْ يُنْصِفوكَ!
لِأَنَّهُمْ مَرَدوا على سَفْكِ الدِّماء .. وَقَتْلِ كُلِّ حُرٍّ يَأْبى الإِنْحِناءْ
لا تَنْتَظِرْ، لَنْ يُنْصِفوكْ ..
حسن بوزكراوي