الإرهاب الصهيوني متواصل :
اختطاف مصطفى الديراني أحد زعماء المقاومة الإسلامية في لبنان.
مقدمة : في الأسبوع الأخير من شهر ماي المنصرم تم اختطاف مصطفى الديراني أحد زعماء المقاومة الإسلامية في جنوب لبنان من طرف كومندو صهيوني في إطار سلسلة الإعتداءات المتكررة على لبنان والمقاومة المسلحة بالدرجة الأولى باعتبارها الخط الرافض والمناهض لمسلسل التسوية الإستسلامية في المنطقة.
وبهذه المناسبة أجرت الصحفية مديحة المدفعي حوارا في إذاعة لندن ضمن برنامج”الرأي الآخر” الذي بث يوم 30 ماي 94 ـ بين سماحة الشيخ نعيم قاسم عضو مجلس الشورى لحزب الله ونائب أمينه العام من جهة وبورد رومي الناطق الرسمي باسم رئيس الوزراء الصهيوني.
وتعميما للفائدة، ننشر نص الحوار :
مديحة المدفعي : اختطاف مصطفى الديراني أحد مسؤولي المقاومة اللبنانية من عقر داره قبل أيام ما هو إلا عمل من أعمال الإرهاب الدولي.
نعيم قاسم : نحن نعتبر هذا العمل الإسرائيلي يصب في الإرهاب الدولي الذي يجب أن يوضع له حد…. لا سلام مع الإرهاب والعدوان.
بوردرومي : هذا ليس عملا إرهابيا، هذا إرغام لتنفيذ القانون، ونحن نجاور لبنان التي تمارس منها أعمال إرهابية ضدنا والتي تدعي أنها لا تستطيع تنفيذ القانون في الجنوب، إذن من واجبنا حسب القانون الدولي أن نطبق القانون بالقوة!!
المدفعي : لقد أصدرت منظمة العفو الدولية يوم 24 من الشهر الحالي (ماي) نداءا قويا إلى السلطات الإسرائيلية تناشدها فيه أن توضح الأسس الشرعية التي استندت عليها إسرائيل لإختطاف الديراني الذي اعتبرته رهينة، وأوضحت أن عملية أخذ الرهائن من طرف الحكومات أو المجموعات السياسية المسلحة ممنوعة من قبل قوانين حقوق الإنسان الدولية. ألم يعمل ما قمتم به على زعزعة الثقة في المنطقة في الوقت الذي تجري فيه مفاوضات السلام، مستر درومي؟
بوردرومي : أتمنى أن تكون لنا طرق سلمية أكثر أناقة لزرع الثقة بيننا وبين لبنان، ولكن إذا كانت لبنان تستضيف كل هؤلاء الإرهابيين وتجعل نفسها قاعدة للهجوم علينا فليس لدينا أي طريق آخر.
الشيخ نعيم : الحديث عن ثقة متبادلة بيننا وبين إسرائيل هو سراب…. إسرائيل كيان غاصب.
مديحة المدفعي : إسرائيل تبدو حريصة على تحقيق السلام مع سوريا التي يقع تحت حمايتها القطاع الذي اختطف منه الحاج الديراني، ومن تم من الطبيعي أن تكون ردود فعل سوريا سلبية. أليس في تصرف إسرائيل بعض التناقض : أعني محاولة كسب سوريا عن طريق إقناعها بشروطها في السلام من جهة وإثارة حفيظتها بأعمال سلبية كعملية الخطف من جهة أخرى؟
بوردرومي : ليس في الأمر أي تناقض، وليس لعملية الخطف أي علاقة بمسيرة السلام، فمنطقة البقاع هي مركز الإرهاب والتجارة بالحشيش… كل ذلك تحت المظلة السورية.
الشيخ نعيم : إسرائيل تناور… هي تريد سلام على قياسها… هي تتحدث عن السلام وتمارس الإرهاب والعدوان حتى تفرض ما تريد بالقوة، وليس بناء على قواعد احترام الإنسان والخروج من أرضه المحتلة
الصحافية : وكيف ستكون ردود الفعل بعد عملية الإختطاف؟
الشيخ : ستواجه ـ بكل تأكيد ـ من كل شعبنا وأمتنا.. نحن تعلمنا أن الحرية لا تؤخذ إلا بالدماء والعطاء والجهاد.
بوردرومي : إنهم يبذلون أقصى جهدهم في ممارسة الإرهاب.. الطريق الوحيد لحل المشكل بيننا هي الإعتراف بأن إسرائيل حقيقة واقعية وهي هنا لتبقى ومن تم إيقاف النشاط الإرهابي ضد إسرائيل.
الصحافية : هناك من المحللين من يقول : إن إسرائيل تريد أن تبطئ عملية السلام، لا بل من مصلحتها إبقاء بعض التوتر في المنطقة لإبقاء موطئ قدم لها في جنوب لبنان وفي غيره؛ وذلك لقضايا مالية أو أمنية؟
الشيخ : إسرائيل لا تريد أن تخرج من أي بقعة من الأرض إلا إذا كانت المكتسبات التي ستحصل عليها هي أكبربكثيرمن أن تخرج من جزء من الجغرافيا لتكسب بالسياسة كل الجغرافيا ولذا عرضت على لبنان قسما من أرضه مقابل توقيع اتفاق السابع عشر من أيار الذي يجعل لبنان محمية إسرائيلية بالكامل على المستوى السياسي والإقتصادي والعسكري.
الصحافية : واتفاق 17 مايو/ أيار هو الذي هندسه جورج شولتز وزير خارجية ـ أ الأسبق عام 1983 وأعطى لإسرائيل حقوقا خاصة في جنوب لبنان وقد أثار الإتفاق اللبنانيين والسوريين بشكل خاص والعرب أجمعين لدرجة أضطر أمين اجميل الرئيس اللبناني آنذاك إلى إلغائه في 16 آذار/ مارس 1984.
الإسرائيلي : يستطيع أن يقول الناس ما يشاءون. فإن أرادوا ترديد ما هو هراء فليفعلوا ذلك، نريد أن نعرف أولا منهم شركاؤنا الحقيقيون في السلام، علينا أن نتحرك ببطء ولكن بثقة.
الصحافية : ولكن ما يزيد الثقة هو تصرف كالتالي : أنتم مقتنعون أن رون آراد على قيد الحياة لماذا لم تعلنوا عن نية لتبادل الأسرى بدل عملية اختطاف سلبية؟
الإسرائيلي : كنا مستعدين للمقايضة بكل شيء ولدفع ثمن كبير ولكن لا توجد لدينا حتى الآن معلومات أكيدة عن مكان وجوده.
الشيخ : رون آراد ليس موجودا عند حزب الله ولا نعلم في أي مكان هو الآن ومع أي جهة بالتحديد. ولذا لا يمكن أن يطلب منا البحث في هذا الموضوع طالما أننا غير معنيين بهذا الطيار المخطوف.
الصحافية : أنا سمعت بنفسي أحد زعماء الشيعة يقول على شاشة التلفزيون البريطاني أن آراد هو أسير حرب ولم يعلن آنذاك أنه غيرموجود عندكم. لماذا لم تصرحوا قبل الآن كما فعلت في هذا البرنامج عن عدم وجوده عندكم بأعلى صوت كي تقطع الطريق على إسرائيل فلا تقوم بعملية خطف كما نحن بصددها الآن؟
الشيخ : ليس عندنا حتى نعلن عن طبيعة مصيره، أنتم تعلمون أن في لبنان منظمات وجهات كثيرة عملت خلال الفترة السابقة خاصة في الحرب الأهلية وضاعت كثيرمن الأمور ولم نعرف أسرارها حتى الآن ولا يمكننا أن نكون موظفين عند العدو الإسرائيلي لنبحث له عن مصير أسير حرب أو جندي كان يقاتل ويعتدي على الناس. عندنا جنديان إسرائيليان نصرح بأنهما عندنا ولا نخفي هذا على الإطلاق، اختطفا خلال عملية كومندوس قام بها العدوالإسرائيلي وأسماؤهما معلنة في اقتحام الجنوب سنة 86؟ وأسماؤهما معلومة وإسرائيل تعرف ذلك. ولكننا لا نعرف شيئا عن رون آراد.
الإسرائيلي : هذا محض افترا، هذه كذبة وهذا يدل على نوع من نتعامل معهم الآن نأمل أن يكون الجنديان على قيد الحياة. ولكن أشك في ذلك، أعتقد أن هذا نوعا من الحرب النفسية هنا، إذ كانوا ينكرون أنهما دائما بحوزتهم.
الصحافية : سماحة الشيخ ما مدى تأثير عملية كهذه على نفسية زعماء حزب الله، إذ يبدو أنه لا يوجد أحد آمنا من عملية اختطاف مماثلة؟
الشيخ : كل المقاومة مستهدفة ونحن نأخذ احتياطاتنا بقدر إمكانياتنا على أننا في مواجهة مفتوحة وشاملة مع العدو الإسرائيلي لا يمكن أن نأمن لهذا العدو ولو للحظة واحدة.
الصحافية : وما مدى تأثيرهذه العملية على مسيرة السلام؟
سماحة الشيخ : السلام عند إسرائيل كلمة فضفاضة ليس لها أي محتوى حقيقي هي غلاف لإستمرارالعدوان والإحتلال.
الإسرائيلي : لا أعتقد أن الأمر سيؤثر على السوريين لا من قريب ولا من بعيد، إنهم لا يصدمون بسهولة، إذ أنهم شعب خشن ولا أعتقد أنه تم إيقاظ الرئيس حافظ الأسد من نومه لنقل خبر الإختطاف إليه.
الصحافية : أخيرا ما هي الرؤية بالنسبة لمستقبل التسوية بين إسرائيل ولبنان في هذه الظروف؟ وتحت أي شروط يمكن أن يتم فيها تحقيق التسوية في لبنان؟
الإسرائيلي : نحن ليس لدينا مطالب إقليمية، لكننا لن نتساهل إذا تعرض شعبنا ومستوطناتنا في شمال إسرائيل لمضايقات من طرف لبنان فإذا تمت سيطرة الحكومة اللبنانية مع الجيش على جنوب لبنان وتم نزع السلاح سننسحب فورا من لبنان.
الشيخ نعيم قاسم : لم نتوقع تقدما إيجابيا للتسوية ولا نتمنى لها التقدم مع عدو محتل. إننا ندعو لتحرير الأرض بالكامل من أجل الكرامة والعزة ومن أجل الإسلام.