الـجــــلـــســـــة الـــشـــعــــــريـــة – صفوفُ المجد


سَـــعــــــِدَ الزّمــــان بــأجــمـــل البُـــلـــــدان
النّورُ فــي أرجائـهــــا يصـفــــو كـــمــــــــا
فيها الأمانــــي ينْعقِـــــدْنَ حَـــوَامــــــــــــلاً
من حولها تمشي الهدايـةُ والتُّــقــــــــــى
والحُبّ يسري في مفـاصل جـسـمهــــــا
فـي حِـضـــــن زَالاَغٍ تـشـــــعُّ بـضـوئـــهـــــا
صُــفّت صفـوفُ المــجـد في عرصاتهـــا
سُـــــرَّت سُـــــــرورا باللـــــقــــاء الثانـــــــي
وفـــوارسٍ للـعــلـــم قـــد حـجــــوا إلـــــــى
يا فــــاسُ مـــا أبــهـــى ربــوعــك حينمــا
أنـــتِ الــتـــراب الـحــي يـنـبـــض ذاكــرا
إنــــــــي رأيـــتــــــك تــبـذلـيـــن لــــطـــافــــــةً
حُلِّـيــــت مـــن تـــاج العــلـــوم مـكـــانـــــــةً
مــن فـاز مـنــــك بـنـظــــــرة فُـتِـحـــت لـــــه
الله شــرف قـــدر ذاتــــــك فــــي الـــــورى
ودعــــاءُ إدريـــــس يفـــــوح بـعـــطـــــــــــره
وشـعــــارك الصــــدَّاحُ فــــي أذن الـورى
مـن يـــوم أن وُلـــدت بخِـــصـــب أنـوثــة
عجــــمٌ أتــــواْ لـــم يمنعـــوا مـــن وِردهــا
مِــن يـثـــربٍ قـبـســت صفـــاء عـيـونـهــــا
يـا فــاس مـــا بـلــــد بــــأرعــى للــعـــــلـــــو
مــنـــك الشــهـامـة والشـجــاعـــة والـــدرا
مـتِّـع لحاظَـك فـــي المـــــدَارس عــــانَقَـــــت
تحيـــا قــلــــوب فــــي رحـــابــــك خــــشـــع
أَمُـــحـــمّـــدٌ قـــد جـــئـــت بـالـنـــور الــــذي
حـلــل مـــن الـخـــلُــــق الـعـــظـيـم كُسِيتَها
هـــي فـــرْحَـــةٌ كـبـــرى شـــهــــادة ربــنـــــا
مـا زلـت تـوصـي الصَّحـب بالأيتام والـ
واللــيــن فـــي الأقـــــوال والأفـعـــــال لــــــ
وأنـــوثـــةٍ كـــرمـــتـهــــا بـــحـــقــــوقــــهــــــــا
وأمــومــــــةٍ أقْـــــــدَامُـــــــهـــا شـــرفٌ لـــهـــا
مــا قـيـمــة الـــدرس الــذي لا يـصـطـفـي
ولـــسُـنّـة الـهــــادي الـرســــول وسـيـــرةٍ
بـهـــمـــا مــقــــــام الـفـــرد يـســمــو قــــــدره
مــن مــبـلـــغ عــنـــي الـــرســـول فــإنــنـــي
هـو مـقـــصِـــدٌ يــوم الــحـســاب لـكـل من
فـأنــا المــســــيء إســـاءة أخــشـــى بـهـــا
أمُـحـمَّــد والــرّحــمــــة الـكــــبــــرى عــطـــا
يــا فـــاسُ قـــد شــرّفــت سـيـــرة أحــــمــدٍ
ورفــعــت شـــأن الــديـــن فــي بلــد مُـحـــ
هـــا قـــد جــمــعـــت الـفـــضــل من أطرافه
فَــتْــــحٌ وســعـــدٌ بــالبُــحـــوثِ وحُســنِـها

-********************
وجِـــنـــانُــهــا مـحــفــوفــــــةٌ بـــأمــــــــانِ
تـصـفُــــو الـقـلــــوبُ بـنَـشـوة الإيمان
بالـعِـــــزّ والـــتــكـــريــــم لــلإنــســـــــان
بـكـيــــاســـة وبـفــطـنــــة الـيـقـــظــــــــان
سير التنفُّـــس فـــي صــــدور غــــوان
بيــن الــرَّوابــي الـخــضــر والــوديان
بــزعــــامـــة العــلـمــــاء والشّــجــعـان
للســيــــرة الغـــــراء للعــــدنــــانــــــــــي
حصــــن منيـــــــع ثــــابـــــتِ الأركــــــان
نـزلـوا بـتَـرحـــاب عـلـــــى إخــــــــــوان
للــه مـبـتــهـــجا بـفــيــض حــنـــــــــــان
وعـنـــايــــةً بـــالــديـــن والــقـــــــــــــــرآن
تربــو عــلـــى الأشبــــاه والأقــــــــــران
عيـــن عــلــى التـــاريــخ والـعـمـــــران
ونـزلــت مــنــهــمْ مــنـــزل الأعــيـــــــان
ويــــــــرن فـــي الآذان والأركـــــــــــــــــان
بالقـــرْوِيِيـــــن زهـــــت عــلى البلـدان
للعـلــم قــــــد فُــطِـمـــــت وللـــبـــنـيـــان
سِـلْــفِـــسْـتُــــر الـثّـــانــي من الرّهبان
وبـمـكــــــــةٍ أخـــذت لــســــــان بـيــــــان
ــم وأهــلــهــــا فـــي طــيــلـــة الأزمـــان
ســــة والــطــعـــام لـطــــالــــب الـقــــرآن
فـيـهـا الـعُـــلــــومَ بــراعَــــــةُ الــفــنّــــانِ
للــــه تـحــمـــــي ديــنـــــــه وتــعــــانــــي
يـحـيــــي الـقـلــــوب ويـوصِ بالأبدان
هـــي نـعـمـــة زانـتـــــك فــي الـقــــــرآن
بـالـنـصــــر والـتـأيـيـــــد بـالـبـرهــــان
فـقـــــراء والـمـرضـــى وبـالـجــيـــــران
ـــكن في الحـدود بحُـرمة الـمـيــــزان
ورحِمتهـا بـالعـيـش فـي اطـمـئـنــــان
فهِـــــي السّبيــــل إلـــى وُلُـــوج جنــانِ
فـــي نـهـجــــــه الـــتـعــلـــيــمَ للــقـــــرآن
قـــد أشــــرقـــت بـكـمـالـــه الإنــســاني
بـهـمـــا الـجـمـيــع يـحُـــــل دار أمـــان
أرجـــو الشــفــاعــة مـنـه فـي الميـزان
أعــمـالـــه حـبـِطــــت وفــــي خـســران
ذنــبـــــا وأدعـــــو اللــه بــالـغـفــــــــران
ء نــلـــتــــه هــبــــةً مــــن الــــرّحـــمـــــان
وحـلـلـتـهـــا فـي الـقـلـب والـوِجــدان
ــبٍّ للـــرّســــول وشـــرعـــــه بـتــفـــــــان
وبـلـغـــت أعــلــــى الــرُّتْب في الإيمان
تُــجــــزَى جـــزاءَ الحُـسْـــن بالإحْسَان

الأستاذ عبد العلي حجيج
(مدير جريدة المحجة)

اترك تعليقا :

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

يمكنك استخدام أكواد HTML والخصائص التالية: <a href="" title=""> <abbr title=""> <acronym title=""> <b> <blockquote cite=""> <cite> <code> <del datetime=""> <em> <i> <q cite=""> <strike> <strong>