من الأماكن الطاهرة في البقاع المقدسة


- الكـعبة المشرفة :

قال تعالى : جعل الله الكعبة البيت الحرام قياما للناس (المائدة : 99). تعددت الأقوال عن سبب تسميتها بهذا الاسم :

قال مجاهد :سميت كعبة لتربيعها، والعرب تسمى كل بيت مربع كعبة. وقال مقاتل : سميت كعبة لانفرادها من البناء.

وقال ابن الأثير : كل شيء علا وارتفع فهو كعب، ومنه سميت الكعبة بذلك. وقيل: سميت الكعبة بذلك لارتفاعها عن الأرض، وأصلها من الخروج والارتفاع. يطوف الحاج أو المعتمر حولها سبعة أشواط.

يبلغ ارتفاع الكعبة 14 مترا، وأضلاعها غير متساوية الطول.

- الحجر الأسود :

هو الحجر المثبت في الركن الجنوبي الشرقي للكعبة من الخارج على ارتفاع 1.10 من أرض المطاف. قال  رسول الله  : «نزل الحجر الأسود من الجنة، وهو أشد بياضا من اللبن فسودته خطايا بني آدم» (الترمذي). وكان أول منوضعه في مكانه إبراهيمُ ، حين بنى البيت، وعندما أعادت قريش بناء الكعبة قبل البعثة وضعه رسول الله  في موضعه. والحجر الأسود هو مبدأ الطواف ومنتهاه، يستجاب عنده الدعاء، ويشهد يوم القيامة لمن استلمه بحق. قال  : «والله ليبعثنه الله يوم القيامة، وله عينان يبصر بهما، ولسان ينطق به يشهد على من استلمه بحق» (الترمذي).

ومن آداب استلام الحجر الأسود : عدم الإيذاء والمدافعة، لأن التقبيل سنة وترك الأذى عن الناس فريضة، بل يكتفي الحاج والمعتمر بالتكبير والإشارة باليد، عدم الوقوف للدعاء والصلاة على الخط المحاذي للحجر الأسود، فإن ذلك يعرقل سير الطواف ويسبب أذى للطائفين.

- المـلـتـزم :

هو ما بين الحجر الأسود وباب الكعبة، ومقداره نحو مترين، وهو موضع إجابة الدعاء. روي أن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما، طاف وصلى ثم استلم الركن ثم قام بين الحجر والباب فألصق صدره ويديه وخده إليه ودعا ثم قال : «هكذا رأيت رسول الله  يفعل» (أبو داود).

- مقـام إبراهيـم :

المقام لغة موضع قدم القائم، ومقام إبراهيم هو الحجر الذي أتى به إسماعيل  عند بناء الكعبة ليقف عليه إبراهيم ، وكلما ارتفع البناء ارتفع الحجر الذي يقف عليه إبراهيم عليه السلام،. قال تعالى : واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى (البقرة : 154).

وقد ورد في الحديث الصحيح أن رسول الله  : «لما فرغ من طوافه عمد إلى مقام إبراهيم فصلى خلفه ركعتين» (مسلم).

ومن المعجزات الباقية لإبراهيم ، غوص قدميه في هذا الحجر، وبقاء هذا الأثر رغم السيول التي مرت بالمسجد الحرام خلال آلاف السنين. ورد في السنة أن التقبيل والمسح خاص بالحجر الأسود والركن اليماني، وشرف المقام باتخاذه مصلى فقط.

- الحـطـيـم (حِجر إسماعيل) :

هو بناء مكشوف على شكل نصف دائرة من الجهة الشمالية، ومما قيل في تسميته بالحطيم بأنه حطم من البيت أي كُسر منه حيث انقصته قريش من الكعبة حين جددت بناءها لعجزها عن الإنفاق على البناء، ويعتبر هذا الجزء من الكعبة، لا يصح الطواف إلا من وراء الحِجر. روي عن عائشة رضي الله عنها قالت : «كنت أحب أن أدخل البيت فأصلي فيه، فأخذ رسول الله  بيدي فأدخلني الحجر فقال: «صلِّي فيه إن أردت دخول البيت، فإنما هو قطعة من البيت» (الترمذي). وتصلى فيه النافلة دون الفريضة.

- المطـاف:

هو الفضاء حول الكعبة المشرفة والخالي من أي بناء سوى مقام إبراهيم، وقد تم تبليطه برخام بارد يقاوم حرارة الشمس، ويمكن الطائفين من الطواف حافي القدمين في الحرارة الشديدة، قال  : «الطواف حول البيت مثل الصلاة، إلا أنكم  تتكلمون فيه، فمن تكلم فيه فلا يتكلم إلا  بخير» (الترمذي)

وينبغي للطائف ألا يلحق أي أذى بغيره، وأن يتوجه بقلبه ولسانه إلى الله تعالى ويسأله من خيري الدنيا والآخرة.

- مـاء زمـزم :

عين من عيون الجنة، وأولى الثمرات التي أعطاها الله تعالى بدعاء إبراهيم عليه السلام، وهو خير ماء على وجه الأرض. يستحب لشاربه أن يأخذ السقاء بيمينه، ويستقبل القبلة، ويسمي الله قبل الشرب ويتنفس ثلاثا، ويتضلع منه، ويدعو الله من خيري الدنيا والآخرة، وهو لما شرب له من أبواب الخير.

- الصفـا والمـروة :

الصفا جبل صغير أسود اللون، يبدأ منه السعي وهو في الجهة الجنوبية مائلا إلى الشرق على بعد 130 م من الكعبة المشرفة، وقد أشار القرآن إليهما في قوله تعالى : إن الصفا والمروة من شعائر الله فمن حج البيت أو اعتمر فلا جناح عليه أن يطوف بهما (البقرة : 157).

والصفا تعني الحجر الأملس. والمسافة التي تفصل بين الصفا والمروة نحو 394 مترا وعرض المسعى 20 مترا. ومن وقف على الصفا كان بحذاء الحجر الأسود.

أما المروة فهو جبيل صغير مائل إلى الحمرة وهو في الجهة الشمالية الشرقية على بعد 300م من الكعبة، وهو منتهى المسعى، والمروة في اللغة تعني الحجارة البيضاء. والسعي بين الصفا والمروة من مناسك الحج والعمرة وهو سنة أبينا إبراهيم ، وسنة هاجر أم إسماعيل عليهما السلام. وقد أمرنا الله تعالى بذلك، وفعله رسول الله . وهناك مصعدان عند الصفا للصعود إلى الطابق العلوي للمسعى.

- التـنـعـيـم :

موضع يقع على بعد 7 كلم عن المسجد الحرام شمالا في طريق المدينة من مكة، والتنعيم ميقات من يريد أداء العمرة من مكة، وفيه مسجد أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها، وروي أن رسول الله  لما انتهى من الحج أمر الصحابي عبد الرحمان بن أبي بكر  أن يذهب بأخته السيدة عائشة إلى التنعيم لكي تحرم بالعمرة من هناك.

- عرفـات :

هو واحد بلفظ الجمع، فكأنها مع الجمع شيء واحد، قيل سميت بذلك لتعارف آدم وحواء فيها، أو لأن جبريل عليه السلام عرف فيها إبراهيم  المناسك، ثم سأله : هل عرفت؟ قال : نعم. أو لأن الناس يعترفون فيها بذنوبهم. وتقع عرفات إلى الجنوب الشرقي من المسجد الحرام على بعد 22 كلم، يجتمع فيها كافة الحجاج في اليوم التاسع من شهر ذي الحجة، ويصلون الظهر والعصر قصرا وجمعا، جمع تقديم بأذان وإقامتين. وقد ورد ذكرها في قوله تعالى : فإذا أفضتم من عرفات (البقرة : 197) وبها نزل قوله تعالى : اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الاسلام دينا (المائدة: 4).

وقال  : «وقفت ههنا وعرفة كلها موقف» (مسلم).

- مزدلفة :

تقع بين منى وعرفة، وسميت بذلك لنزول الحجاج بها زلف الليل، أو لأن الحجاج يدفعون منها زلفة أي جميعا، وقيل إن آدم  اجتمع فيها مع حواء، وازدلف منها أي دنا، وقد ورد ذكرها في قوله تعالى: فإذا أفضتم من عرفات فاذكروا الله عند المشعر الحرام (البقرة : 198).

وقد أجمع المفسرون على أن المقصود بهذا المشعر هو المزدلفة، ويصلي الحجاج بها حين يفيضون من عرفات بعد غروب الشمس 9 ذي الحجة المغرب والعشاء قصرا وجمعا جمع تأخير بأذان وإقامتين، ويتحركون منها إلى منى بعد صلاة الفجر، ويجوز التقاط الجمرات منها، وإلا فمن الطريق أو من منى.

- مـنـى :

سمي بهذا الاسم لما يمنى فيه من الدماء أثناء ذبح ونحر الهدي، وقيل لاجتماع الحجاج بها يوم 10 من ذي الحجة لرمي جمرة العقبة، بسبع حصيات، وذبح الهدي الواجب على المتمتع والقارن، ثم الحلق أو التقصير. يقع منى بين مكة والمزدلفة على بعد 7 كلم شمال شرق المسجد الحرام، وعن طريق النفق 4 كلم، وبه يبيت الحجاج ليالي 11 و12 و13 من ذي الحجة. وقد ورد ذلك في قوله تعالى : واذكروا الله في أيام معدودات فمن تعجل في يومين فلا إثم عليه ومن تأخر فلا إثم عليه لمن اتقى (البقرة: 201) وهذه الأيام تسمى أيام التشريق.

- الجـمـرات:

جمع جمرة وهي الحصاة الصغيرة، وجمرات المناسك الثلاث بمنى هي : الجمرة الصغرى والوسطى والعقبة (الكبرى). ومن مناسك الحج رمي الجمار، وفيه امتثال لأمر الله تعالى واقتداء بأبينا إبراهيم ، واقتداء بنبينا محمد  القائل : «خذوا عني مناسككم» فيرمي الحاج في اليوم الأول أي 10 ذي الحجة جمرة العقبة وهي سبع حصيات متعاقبات، ثم يذبح هديه ويحلق رأسه أو يقصر، والحلق أفضل للرجال، أما المرأة فتأخذ من جميع شعرها قدر أنملة.

وفي اليوم الحادي عشر والثاني عشر من ذي الحجة، فيرمي الجمرات الثلا

اترك تعليقا :

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

يمكنك استخدام أكواد HTML والخصائص التالية: <a href="" title=""> <abbr title=""> <acronym title=""> <b> <blockquote cite=""> <cite> <code> <del datetime=""> <em> <i> <q cite=""> <strike> <strong>