بِنَبْضِ القلب – سنة أولى قمع!!


بوركت يا أرض الكنانة.. بوركت يا أرض الشهداء.. هذا زمن صودر فيه الكلام من الأتقياء.. رحل الحمام من ضفاف النيل.. ترى ما الذي أزعج سرب الحمام؟.. سرقوا من جفنك الكرى يا وطن المآذن، واتهموك بالتطرف.. لهفي عليك وأحذية الجنود تدوس في صلف أنف الكبرياء.. لهفي عليك وهذه المساجد يهجرها الضياء.. وتسألني أيها الخل علام البكاء؟ أنا أبكي الدم الذي سفك على أعتاب رابعة، وأبكي أم الشهيد في ميدان التحرير والإباء.. أبكي شوارع هجرها الحب واستوطنها الرعب وسنة حبلى على وشك الانتهاء.. في زمن العهر السياسي، زحف العسكر والبلطجية على جثة الشعب ليسحبوا من حلقه الكلام، وارتفعت أصوات فرعون من جديد يتوعد كل من سولت له نفسه الهمس ضد من يذبح الشرعية ويقتل الحمام.. ويزحف المراد المأجور على البياض، ليثير الفتنة في البلاد وينشر الأراجيف، ويؤلب العباد على العباد.. ينتظم الإعلام المنافق في طابور طويل ليقدم فروض الطاعة لفرعون مصر الجديد.. شاحذا أقلامه وقنواته للدفاع عن سنة أولى قمع، ومستعدا للدفاع عن سنة ثانية وثالثة.. إن وجب الأمر.. لكن الشرفاء دائما مع الحق حتى لو زجت أعناقهم، ومستعدون للوقوف في وجه القتلة ومغتصبي الشرعية، ولسان حالهم يقول للذين باعوا نفوسهم لغطرسية العسكر : آلأننا وقفنا في وجوه القتلة؟ وعشقنا بيدر الشمس وعطر السنبلة ودفعنا حلم الطفل وقوت الأرملة.. ألأننا أول الماضين نحو المقصلة..(ü) {ويومئذ يفرح المؤمنون بنصر الله} ——- (ü) من قصيدة الغرباء لمحمود مفلح.. ديوان الكلمات فضاء آخر – دار الأمان – الرباط 1988

ذ. أحمد الأشـهـب

اترك تعليقا :

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

يمكنك استخدام أكواد HTML والخصائص التالية: <a href="" title=""> <abbr title=""> <acronym title=""> <b> <blockquote cite=""> <cite> <code> <del datetime=""> <em> <i> <q cite=""> <strike> <strong>