مجرد رأي – أفيدونا يرحمكم الله…


… يأبى الله إلاَّ أن يطيل في أعمارنا حتى نرى ونسمع أغرب تعليق لأحد قياديي حزب محترم عن الانتخابات التي عرفتها بلادنا مؤخرا. يقول صاحبنا بأن وجود حزبه في المعارضة إنما كان من اختيار الناخبين، بمعنى أن الناخب هو الذي يختار من سيكون في الحكومة ومن سيكون في المعارضة. فوفقا لهذه المدونة المبتكرة كان لزاما على  منظمي الانتخابات أن يضعوا رهن إشارة الناخب، وتسهيلا لمهمته، ورقتين، واحدة للحزب الذي يريده أن يكون في الحكومة وأخرى للحزب الذي يريده أن يخرج للمعارضة. واسمحوا لي أن أضيف اقتراحا آخر ما دمنا في الاجتهادات. اقتراحي هذا استلهمته من الطـــريقة الكندية في وضــع الأسئلة والمسماة عندهم اختصــارا بـ (Q-C-M) أي الاختيارات المتنوعة. يتلخص الاقتراح في وضع مربعات صغيرة أمام  كل حزب على أن يملأها الناخب اللبيب بعلامة(V) إن كان يريد أن يضع الحزب في الحكومة. وبعلامة(X) إن كان يريد أن يخرج الحزب للمعارضة. وقد أضيف علامة (برَّع) أي (ارحل) بلغة أهل اليمن أمام كل حزب يرغب الناخب في إقصائه من المعترك السياسي وتغييبه نهائيا حتى يريح ويستريح لأنه أفسد الحياة السياسية في البلاد بالأفكار والتنظيرات المستجلبة من تربة غير تربتنا وأرض غير أرضنا وهواء غير هوائنا، فكانت كتلكم الشجرة التي اجتثت من فوق الأرض ما لها من قرار. فلا هي ظللتنا من لهيب شمس العولمة الحارقة، ولا هي امدتنا بلذيذ الطعام والدفء نستغني به عن التكفف عند أبواب الآخرين فأصبحنا كباسط كفيه إلى الماء ليبلغ فاه وما هو ببالغه مع أنه يجري صفاء زلالا من تحت قدميه وانطبق علينا قول الشيخ متولي الشعراوي رحمه الله تعالى (من لا يأكل بفأسه فقراره ليس في رأسه) وفي فهمكم كفاية. وحتى لا أقول أكثر،أجدني مضطرا لإنهاء هذه اللّوعة.

ذ. عبد القادر لوكيلي

اترك تعليقا :

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

يمكنك استخدام أكواد HTML والخصائص التالية: <a href="" title=""> <abbr title=""> <acronym title=""> <b> <blockquote cite=""> <cite> <code> <del datetime=""> <em> <i> <q cite=""> <strike> <strong>